في زمن الأزمات المتتابعة التي نحياها والتي تجعل الحكيم حيران تصبح القدرة على التمييز بين الأمور مسألة حياة أو موت حرفياً.
ظروف الحياة صعبة وفي زمننا هذا الأمور معقدة وكل صباح نواجه تحدي جديد، ونحتاج أشد الإحتياج إلى ان نتعلم كيف “نحلل” المواقف ونصل النقاط والا نأخد الأمور بظاهرها وحسب.
الناس تعاني البطالة بفعل التباطوء الاقتصادي والأزمات التي يشهدها قطاع الأعمال، وفي وسط هذه الأزمات يتربح البعض على حساب غيره دون إكتراث لن أتكلم عن النصابين وحبائلهم فرأي ان في الغالب الانسان يذهب الي هؤلاء “بطمعه” لا حاجته فهو الجاني على نفسه بدرجة كبيرة لكن ما اتحدث عنهم هو من يتم استغلال إحتياجهم دون ان يدركوا ..
من آن لأخر اجد منشورات بالعربية او الإنجليزية تعلن عن وجود “وظائف” شاغرة في “شركتي/ عملي/ في فريقي” دون ذكر ما هي الوظيفة؟ ما المؤهلات والخبرات المطلوبة؟ لا شيء فقط اعلان ان هناك وظائف و” علق على المنشور وسأرى حسابك”
هذه المنشورات ليست فقط لا مهنية لكنها بمنتهى الصراحة “قلة أدب” و إستغلال لحاجة الناس إلى الوظائف وكلما صادفني بوست من هؤلاء نال صاحبه بلوك وإن لم أكن أعرفه شخصيا – والحمد لله بالفعل لا اعرف أيا منهم –
من كان من مسئوليات عمله التوظيف يعرف عن ظهر قلب انك إذا وضعت إعلان وأوضحت الشروط والمواصفات ولديك وظيفة واحدة ستأتيك الف سيرة ذاتية الكثير منها لا يطابق المواصفات والشروط المطلوبة لكن الناس ترسل من باب الامل. مهمة فرز السير الذاتية عادة ما توكل لشخص يراجعها فقط لاستخراج المطابقين للمواصفات المكتوبة بالاعلان قبل ان يتم احالتهم الى شخص آخر يستطيع المفاضلة بينهم فنيا لينتقى من بينهم عدة اشخاص مستوفون للشروط ويتوسم أن أحدهم يناسب الوظيفة ثم تبدأ المقابلات الشخصية لإختيار الأفضل من بينهم اي ان الفلترة وحدها قصة طويلة ومع الأخذ في الاعتبار ان الشروط معلنة وان الأمور واضحة ! تلك هي الإجراءات والواقع في اغلب الأحوال الا إذا كانت الوظيفة تتطلب مهارات نادرة عندها يحدث العكس نبحث عن من يملكها ونحاول استقطابه Head Hunting
فمنشورات عندنا “وظيفة” واترك تعليق لاراجع ملفك هي “استهبال” محض، وتجد على البوست المبهم مئات واحيانا الاف تعليقات من اشخاص على “نياتها” .. بالعقل والمنطق كيف سيفرز المعلن كل هذه التعليقات وقد علق على بوسته المبهم الشامي والمغربي متخصص التكنولوجيا واستاذ الجامعة والمهندس والصيدلي والمحاسب؟ وهل سيفتح حساباتهم ليقرأها؟
بالطبع لا .. كل ما في الأمر ان الناشر – عديم المروءة- يريد أن يرفع من درجاته على المنصة، وأن يزيد التفاعل على منشوراته ربما يطمح أن يكون “انفلونسر” ..
ليس هذا هو التكتيك الوحيد الشائع في هذا الصدد على منصات التواصل لكنه أحقرهم بصراحة .. ويزعجني ان اجد من زملاء أو معارف من يعلقون على هذه المنشورات وأود لو نبهتهم ولكن حفظا لماء الوجه اصمت .. فلا يدفع الانسان لذلك الا التعلق بقشة الأمل ولو امعن الواحد منهم التفكير لحظات لعلم انه سراب.. فلا بارك الله لمن يستحلون الاستغلال بكل صوره .. ورحمنا الله في زمن الفقاقيع الفارغة ..
وختاماً ولمن يبحث عن عمل استعن بالله أولا، لا تصدق هذه المنشورات ولا تساعد في ان يصير الكذبة والمستغلون “مؤثرون” ، الوظائف الحقيقة يعلن عنها بمسماها ومتطلباتها وشروطها وإجراءت التقديم لها، ولو كنت صاحب مهارة نادرة فنعم قد يكون هناك إستثناءات عما كتبته هنا لكنه استثناء لصالحك! إستثناء ان يدق على بابك احدهم وقد “قرأ” بالفعل عنك وعرف ان عندك غايته ليعرض عليك وظيفة محددة الملامح وليس شيء مبهم.
اترك تعليقًا