مصاعب الحياة، المشكلات، التعامل اليومي مع “النكديين” و الشكايين .. إلخ. كلها أمور تجفف التفاؤل من أرواحنا وتتركها صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء، يقول خبراء علم النفس أن بإمكاننا أن “نتدرب” على التفاؤل وأن نستنبته إن عز علينا أن نجد زهوره.
فكيف؟ وما العمل؟
تعود أن تبدأ صباحك بالشكر والحمد والعرفان، اكتب 3 أشياء تحمد الله عليها. أي ثلاثة أشياء! من أن لك عائلة أو لك مصدر دخل إلى أبسط الأشياء كمشاهدتك شروق شمس هذا الصباح. كل جميل في حياتك يستحق أن تتذكره روحك وتشكر الله عليه. يؤكد علم النفس أن ما نمتن له يزداد ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: “ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ”
إذا تعذر عليك أن تجد ما يستحق الشكر، دعني أساعدك وأقول لك أن إستيقاظك هذا الصباخ نعمة تستحق الشكر، منحك الله يوما آخر لتعبده وتسعى في الأرض تعمرها، ومنحك الفرصة أن تفيد من حولك وتستفيد منهم !
النصيحة الثانية أن تحفظ طاقتك، وألا تسمح للطاقات السلبية حولك أن تستهلكها. بتمارين التنفس العميق، بممارسة التأمل، بإستقطاع دقائق من وقتك كل يوم لوردك وأذكارك فتتصل بالقوي القادر المدبر الرزاق الكريم، فكيف تغلبك الدنيا بعدها؟ أو يتغلب عليك الشيطان وينكد يومك؟!
النصيحة الثالثة أن تتحرك، فالخمول والطاقة الزائدة الغير منصرفة في عمل أو فائدة مرتع للشيطان ينفث فيها سلبيات ويمرض النفس ومرض النفس يمرض الجسد. أبذل جهد بدني كل يوم ولا تركن للكسل، ودعني أذكرك أن الكسل مما نتعوذ منه يومياً صباحاً ومساءً فهل نعي ضرره؟
النصيحة الرابعة اهتم بصحتك، طعامك وشرابك ونومك متى نلت كل إحتياجك منهم إرتاح جسدك وتحسن مزاجك. نقص الفيتامينات كفيتامين د مثلاً يضاعف من مشاعر الاكتئاب ونقص فيتامين ب يؤدي للعصبية وإعتلال المزاج وقلة النوم تزيد من نوبات الغضب والعدوانية ! تناول طعام متوازن وصحي يمدك بكل العناصر الغذائية الضرورية ونم 8 ساعات على الأقل.
النصيحة الخامسة كن عوناً لمن حولك. عندما تكون باب خير وعطاء وتفاؤل ونسمة أمل في صحراء اليأس تتلقى من الحياة كل ذلك. لا نحصد إلا ما نزرع يا عزيزي فأغرس في حياتك ما تحب أن تجنيه. كن إشراقة الأمل ويد العون والإنسان الذي يهب السعادة لمن حوله.
النصيحة الأخيرة أفعل ما تحب كل يوم وواظب على ذلك. اكتب 3 أشياء يسعدك أن تقوم بها وخطط أن تمارسها أو على الأقل واحد منها كل يوم.
التشاؤم يحدث لأن ذهنك مستغرق في الماضي والندم على ما مضى أو كان أو القلق من المستقبل وفي الحالين هو تهرب من مسئولية اليوم، فأمس مضى ولا ينفعك الأسى أو الندم على ما كان فيه، وغداً في علم الغيب لا تدري عنه شيئا، ولا تملك أن تغير “فعلاُ” إلا الآن. ولك كامل الإختيار إما أن تخطوا للأمام وتستمتع بما بين يديك الآن أو تهدر وقتك في ندم لا ينفع وقلق لا يشفع!
وختاماً تأمل قول الله تعالى ووعده ، وتلمس الحكمة علك تنال الخير بإذنه تعالى:
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269) – البقرة

اترك تعليقًا