على مدار خمسة أيام ناقشنا كيف “نخطط” للعام ونمهد طريق النجاح. التخطيط أمر مهم بلا شك، لكن هناك ما هو أهم منه، وهوأن تخطط مسار بديل، ماذا لو لم تمضي خطتك كما رسمتها؟ ماذا لو واجهت عقبات لم تكن في الحسبان؟
كثير من الخطط الواعدة للتغيير تذهب أدراج الرياح مع أول عقبة أو تعثر ! لتفادي هذا المصير علينا أن نفكر فيما سنفعل إذا لم تسير بنا الأيام كما نود؟
يقدم لنا علم النفس وسيلة مهمة للتغلب على العقبات وهى التهيئة النفسية المبكرة أن الوصول إلى الهدف لن يكون سهلاً، فيتخيل الشخص نفسه وقد حقق أهدافه وكيف سيتغير حاله، كيف ستكون سعادته عندها، كل المنافع والمكاسب التي سيحققها متى وصل إلى نهاية السباق، ثم يقارن ذلك بواقعه الحالي ويتيقن ان ما هو فيه الآن عقبة أمام وصوله للسعادة، وأن عليه أن يناضل ويكافح ليتغلب على هذا الواقع وعلى أي عارض يعرض له لاحقاً، بمعنى آخر لا تحاول أن تخدع نفسك بأن التغيير أمر سهل كنوع من التحفيز، على العكس.. أستخدم ما يسميه علماء النفس “التناقض الذهني” لشحن طاقتك، اعترف ان التغيير صعب وسيكون هناك عقبات عليك تخطيها، لكن أهدافك تستحق السعي والكفاح.
هذه النصيحة ليست وليدة شعارات التنمية البشرية الجوفاء ولكنها نتيجة أبحاث معتبرة وتوصيات علمية، يمكنك معرفة المزيد والإطلاع على واحدة من هذه الدراسات هنا على موقع المكتبة الوطنية الأمريكية للطب وهي دراسة عن العوامل المؤثرة في تغيير السلوك.
فكر في الأمور التي قد تؤدي إلى فشل خططك وفكر كيف ستتعامل معها. هناك طباع قد تعوقك عن الوصول، هناك مخاوف قد تزين لك عدم المجازفة، الكسل والتسويف، العادات السيئة .. أنت أدرى الناس بنفسك، وأنت وحدك طبيبها الشافي، فكر في عقباتك الداخلية وكيف ستتغلب عليها؟
ضع سيناريوهات للتعامل مع كل عقبة تعرف أنك ستواجهها حتماً، تقول الدراسات أن من يضعون في خططهم جزء للتعامل مع العقبات والعوائق ينجحون بنسبة تفوق كثيراً من يضعون خطط وردية تتجاهل الواقع وتغفل طباعهم الشخصية !
للتبسيط وعلى سبيل المثال: إذا كنت تعلم من تجاربك السابقة، أنك عادة ما تلتزم طوال اليوم بالحمية ثم تدمرها تماماً بنهاية اليوم، ربما يرشدك ذلك أن عليك أن تقلل طعامك نهاراً وتوفر معظمه لنهم المساء؟ أو ربما عليك أن تشغل مساؤك بأشياء أخرى تلهيك عن التسلية بالأكل؟ .. أنت أدرى الناس بنفسك وأنت الأقدر على علاجها، وأول العلاج الإعتراف بالمشكلة والتفكير في حلول، التجاهل يضر ولا يفيد!
هذه نصيحتي إليك اليوم .. وغدا نكمل إن شاء الله تعالى.
أجزاء الموضوع في الروابط التالية:
اترك تعليقًا