مما يعين الإنسان في رحلة التغيير أن يكون لنفسه شبكة داعمة. ابحث عن شخص واحد على الأقل يشد أزرك ويعينك على الوصول لأهدافك. مهما كانت قوتك النفسية وعزيمتك وإصرارك سيفيدك أن يكون لرحلتك رفيق، وليس أدل على ذلك من كلمات نبي الله موسى عندما كلفه الله سبحانه وتعالى بالرسالة فدعا الله أن يشد أزره بأخيه هارون.
شخص يذكرك بما عزمت عليه، يتابع تقدمك، يشجعك عندما تخفق، ويفرح معك بنجاحك، وفي هذا السياق من المهم ان تنتقي الصحبة التي تعينك على ما تريد ولا تكون عقبة إضافية أمامك. على سبيل المثال إذا كنت تريد الإقلاع عن التدخين فلا تمضي سهراتك ووقتك مع أصدقاء يدخنون بشراهة! بل تعمد أن تكون مع من يكرهون التدخين ورائحة الدخان حتى تقل الإغراءات أماماك وربما انتقلت إليك عدوى النفور من الدخان والتدخين بمخالطتك لهم.
إذا كنت تسعى لتحسين لياقتك البدنية فابحث عن صديق يهتم بهذا الأمر وتشاركا التدريب والمعلومات وقضاء الوقت .. بإختصار أحط نفسك بمن يعينوك على تحقيق أهدافك، المؤمنين بأهميتها، والقادرين على دعمك ومساندتك حتى تحققها، وابتعد عمن يجعلها صعبة أو مستحيلة أو يعطلك عنها.
من الأمور الأساسية لسكينة النفس أن تعرف كيف تهديء نفسك، وكيف تفعل ذلك بطريقة صحية، الضغوط الحياتية أمر واقع لا مفر منه ولكن بإمكاننا التحسب لها والتخطيط للتعامل معها قبل أن تقع. فكر فيما يريح أعصابك، يهدئك وفي ذات الوقت لا ينسف أهدافك ويكون حجر عثرة في تحقيقها. قد تمنحك الشيكولاتة أو السيجارة بعض المتعة المؤقتة لكن بعد مرور الأزمة سينتابك الضيق والألم أنك أفسدت حميتك أو أضررت بصحتك ! ربما التنزه في إحدى الحدائق بديل جيد يريحك ولا يضرك بأي شكل.
لا تقسوا على نفسك! لو أن هناك سبب رئيسي للفشل والإخفاق في التطور فهو القسوة على النفس. البعض يضع خطط محكمة يسير عليها كمن يسير على الحبل، غير مسموح بالتوقف، ولا بالإرتعاش، ولا بأخذ قسط من الراحة .. قد تبدوا الخطة على الورق ممتازة، لكن في الواقع هي وصفة للفشل لا النجاح. مع أول معركة حياتية بسيطة يختل التوازن ويسقط السائر على الحبل ويوصم “بالفاشل” الذي لا يتغير ابداً !
ماذا لو خططنا مع الأخذ في الإعتبار حقيقية بديهية وهي أننا “بشر” في أيام نكون قمة في الالتزام والحماس، وفي أيام نريد أن نختبيء خلف أبواب الغرفة ولا يكلمنا مخلوق! هذه هي الدنيا والواقع، لن تنتهي الحياة إذا سمحت لنفسك بنوم إضافي إذا كنت مرهق وبحاجة للنوم، أو لأن مزاجك معتل هذا الصباح .. لن يتوقف الكون، ولن تنهار البورصات إذا تأخرت عن تحقيق هدفك ساعة أو يوم أو أسبوع .. أسعى لأهدافك بعزم وإصرار واحترم بشريتك واتق الله في نفسك.
لن تكون إنسان فاعل وناجح حتى تعامل نفسك كإنسان يستحق كل النجاح، يجتهد ويسعى، وإذا تعب أرتاح، وإذا سقط سارع ونهض وأكمل طريقه. أنت تستحق أفضل معاملة تعرفها، وأفضل تدليل تعرفه، وكل الصبر الذي صبرته في حياتك على الآخرين أنت تستحقه وأكثر.
من قوانين بشريتك أن لك حدود، فلا “تشطح” في تخطيط عاداتك وأعمالك لتجد نفسك أمام قائمة لا نهائية من المهام يصبح إستكمالها يومياً معجزة وتصبح في لهاث مستمر، تطارد طموحك المبالغ فيه الغير معقول!
خلاصة حديثي اليوم : أعرف حدودك الصحية والنفسية وقدراتك وأحترم نفسك وإحتياجاتك، وكن رحيماً بها، منطقيا في طلباتك منها ودائماً “جرب” وعدل خططك بما تتعلمه من التجربة. المتعة ليست فقط في الوصول للأهداف، الرحلة ذاتها ستكون ممتعة وملهمة إذا تمسكنا بالوسطية في التفكير والأفعال. أتمنى لك يوماً سعيدا مليء بالإنجاز والنجاح إن شاء الله.
أجزاء الموضوع في الروابط التالية:
اترك تعليقًا