على عهدة علم النفس لتحقق أهدافك: لا تخبر أحداً

في واحد من أبحاث علم النفس بجامعة نيويورك، اختبر الباحثون أثر تصريح الإنسان بأهدافه وما يطمح إليه على نجاحه في تحقيقها، وعلى إختلاف تفاصيل التجارب التي أجروها جاءت النتائج متطابقة، من “أعلنوا” عن أهدافهم وتحدثوا عنها علانية حققوا نجاحاً أقل ممن لم يعلنوا عنها.

فسر الباحثون ذلك بأن من صرحوا بما ينوون فعله، تولد لديهم شعور زائف بأنهم “أنجزوا” جزء من المهمة، وأنخفضت لديهم دوافع السعي والإجتهاد لتحقيق الهدف.

من خبرتي العملية أرى أن هناك عوامل أخرى مهمة يجب مراعاتها، منها نوعية الأهداف ودرجة وعينا بمن حولنا ومدى تأثرنا بهم. من الحقائق المثبتة في علم النفس أن الإنسان بصفة عامة لديه إنحياز فطري للنقد وإطلاق الاحكام ومحاسبة الغير.

إذا كانت أهدافك محورها إصلاح العيوب والتخلص من العادات السيئة كالإقلاع عن التدخين مثلاً، فتوكل على الله وأخبر الجميع، وعلى ضمانتي .. سيدهشك تطوع أغلب من حولك “بتأنيبك” وتذكيرك بعهودك إذا هممت بنقضها ، و لومك وتقريعك، أو السخرية من وهن عزيمتك!.

أما لو كانت أهدافك طموحة تسعى بها لأن تتقدم، وترتقي، كتأسيس عمل خاص، أو إكتساب مهارة ، أو الحصول على درجة علمية، أو الهجرة إلى بلد آخر .. فلا تشارك “نيتك” وأفكارك الأولية إلا من تعلم سلامة صدورهم ولهم “سابقة نجاح” فيما تطمح إليه. مدير ناجح، شخص ماهر فيما تسعى لإكتسابه،مهاجر إلى حيث تنوي الهجرة ….هؤلاء سيفيدك أن تشاركهم أفكارك وتستمع لهم ولخبراتهم فتبدأ من حيث أنتهوا.

تجنب أن تسر باحلامك لمن قد يحبطك “بجهله” أو يلقي عليك “بمخاوفه” الشخصية ولو بحسن نية، ناهيك عمن تسيطر عليهم طبيعة تنافسية فيستفزهم طموحك ويشتبكوا معك في معارك وهمية لم تخطر لك على بال!.

في تقييمك لمن حولك، تحرر من الحكم بالمظاهر ، أنظر إلى الأفعال قبل الأقوال، وإلى الواقع قبل الشعارات، أسأل نفسك هل وصل هذا الشخص” فعلاً” لما أريد الوصول إليه؟! “باب النجار المخلع” يروي حكاية أصدق كثيرا مما يرويه الإنسان عن نفسه!.

تمسك بمن إذا وجد فيك وجه تميز، نبهك إليه وألقى عليه الضوء وأحتفى به. هؤلاء ندرة الندرة بين الناس. من يرحبون بمساعدتك ويفخرون بنجاحك. من تلجأ إليهم وأنت “مطمئن” ، من يكون شريكك الفكري ، وصاحب العين التي تثق في “موضوعيتها” و الروح التي تثق في “كرمها”.

إذا وجدت نفسك في مواجهة من يتطوعون “بنصحك” دون طلب، أصحاب النصائح المثبطة أو المحبطة دون “سبب منطقي” .. تذكر أن هناك من يستحق أن”تنصت” له، ومن تكتفي بالإبتسام في وجه نصيحته تأدباً و تتجاهلها كأن لم تكن. لا تنفق جهداً في نقاشات عقيمة أو محاولة إقناع من لا يضرك أو يفيدك إقتناعه شيئاً. ابتسم و Move on كما يقولون و وفر جهدك لما ينفع.

وختاماً لتحقق أهدافك أصطفي من تشاركهم أفكارك ومكنون نفسك، ومع الآخرين كن كما قال جبران خليل جبران : “سافر ولا تخبر أحداً .. عش قصة صادقة ولا تخبر أحداً .. عش سعيداً ولا تخبر أحداً .. الناس يفسدون جميل الأشياء” !

Comments

ردان على “على عهدة علم النفس لتحقق أهدافك: لا تخبر أحداً”

  1. […] على عهدة علم النفس لتحقق أهدافك: لا تخبر أحداً […]

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

%d مدونون معجبون بهذه: