ما هي المهارة التي تتنبأ بنجاح أو فشل العلاقات الشخصية؟

” نشارك من نحبهم لحظات النجاح والإنتصار، ونشارك من يحبوننا لحظات الفشل والألم”

كلمات كتبتها في مقال قديم، ولا زلت عند هذا الرأي. نتجمل ونقدم أفضل وجوهنا لمن نحبهم/ وفي لحظات الانكسار نعرف تماما من “ٍسيهتم” فعلا ويمد لنا يد المساعدة.

عما نبحث عندما نتألم؟ ماذا يحتاج الإنسان عندما يواجه ما يفوق تحمله؟

يقول جوتمان أستاذ علم النفس ومؤسس معهد جوتمان المتخصص في دراسة العلاقات الانسانية. أن لدى الإنسان إحتياج أصيل إلى أن “يٌسمع”.

عندما تحدثك صديقتك لتحكي لك عن أزمة تمر بها، هي لا تنتظر أن تسمع حل، ولا نصيحة، ولا أن تهوني مما تمر به، ولا عظة. كل ما تحتاجه أن “تُسمع”

ولا يعني ذلك أن يكون الانسان منا كالتمثال الأصم يسمع بلا رد فعل، فلو كان ذلك يشفي لكفانا التحدث إلى أنفسنا.

ما نحتاجه هو “التعاطف” هو “المصادقة” على ما نشعر به. هو موافقة المستمع أن ما نمر به مؤذي، أو مؤلم، أو منفر، أو صعب …

في إحدى دراسات جوتمان قام المعهد بإستضافة 135 زوج وزوجة لقضاء يوم وليلة كأنه فندق، ولم يكن مطلوب منهم أي شيء وسجل العاملين بالمعهد ملاحظاتهم عن الأزواج، وبناء على هذه الملاحظات تنبأ جوتمان بمن ستستمر حياتهم الزوجية ومن سينفصلون. وبعد 3 سنوات تم التواصل معهم لمعرفة حالتهم الاجتماعية.

من تنبأ لهم بالنجاح .. نجحوا، ومن تنبأ لهم بالفشل فشلوا. صدقت توقعاته بنسبة 94%!

يقول جوتمان ان العلاقات التي استمرت هي تلك التي “يستمع” فيها كل طرف مطالب الآخر ويلبيها. إذا نظر الزوج من النافذة وقال لزوجته: “ما أجمل هذه السيارة” فأمامها 3 ردود أفعال. الأول ألا ترد على ما قال، الثاني أن ترد برأي معاكس، والثالث أن تذهب إلى النافذة وتنظر وتشاركه إعجابه.

رد الفعل الأخير هو قوام العلاقات القوية، أن تسمع ما يقوله الآخر وتشاركه التجربة والشعور وتُصدق على ما يقول. هكذا بمنتهى البساطة .. والصعوبة !

ولا يقتصر الأمر على العلاقات الشخصية، ينطبق المبدأ على علاقات العمل والعلاقات الرسمية. إذا أردت تقوية علاقاتك فكن “مُستمع” جيد، يسمع ويشارك التجربة ويصدق عليها.

كيف تعرف أنك مستمع جيد؟ ستعرف ذلك من زفرة إرتياح عالية ستسمعها تعلنك أنك قد نجحت في “تنفيس” الضغط المكتوم. في عرفان حقيقي ممن يحدثك ومن مكانة في قلبه ستنالها ولن ينافسك الكثيرين لأن هذه المهارة عملة نادرة جدا !