التصميم الجيد يؤتي ثماره سواء كان تصميم خدمات بأنواعها أو تصميم منتجات أو حتى منشأت، وذلك من خلال توفير الجودة، وخفض التكلفة وتعزيز الرفاهة.
منذ عام 2008 انتهجت حكومة سنغافورة نهج تطويري متسارع فانشأت “مجلس التصميم السنغافوري” والذي يهدف إلى تحويل سنغافورة إلى إقتصاد قائم على الابتكار، وليكون الجهة المسئولة عن الإبتكار في مختلف مناحي الحياة، بإستخدام التفكير التصميمي.
في مجال القضاء:
تطور النظام القضائي من النظم التقليدية الروتينية ليأخد صورة مختلفة تماماً، أولا من حيث الشكل والمكان تطورت ساحات المحاكم لتتحول إلى أماكن اكثر “إنسانية” خصصت مساحات مجهزة بالألعاب والتسلية لترك الأطفال فيها، فلا يتم تعريضهم لما يجري في المحاكمات. تغير أسلوب البت في القضايا خاصة الأحوال الشخصية، حيث يتم توفير خدمات المشورة والوساطة بين الأزواج كبديل عن التقاضي. مما قدم بديل أكثر فعالية وأكثر إنسانية وأقل تكلفة على جميع الأطراف.
في مجال الرعاية الصحية:
بعض المستشفيات قامت بتغيير مخطط العمل بها، بحيث أصبح الطبيب والممرضة متواجدين في منتصف المكان أو “جزيرة” كما أطلقوا عليها، بينما المرضى تشغل باقي المكان. يساعد ذلك في قيام الممرضات بتقديم الخدمات لأكثر من فرد بسهولة ويسر.
في مستشفى أخرى تم تجميع كل الأقسام التي يتردد عليها كبار السن بصفة رئيسية في دور واحد، وذلك مراعاة لظروفهم وفي نفس الوقت تقديم خدمة متكاملة وميسرة.
هذه الجهود لها تأثير حقيقي على الرعاية الصحية للمواطنين. حتى أنها خفضت أوقات انتظار المرضى بنسبة 40٪ في بعض المستشفيات، فقط من خلال إعادة تنظيم هيكل الخدمات.، تنظيم مواقع غرف الاستشارة – تحسين الاتصالات بين الأقسام وتبسيط العمليات الطبية للمرضى.
قامت مستشفيات أخرى بتطبيق أنظمة الطوابير الموحدة والمواعيد الإلكترونية لتحسين كفاءة الخدمة. يمكن للمرضى استخدام نفس رقم قائمة الانتظار عبر عيادات مختلفة في نفس اليوم.
السياسات العامة:
من أقوى التطبيقات في السياسات العامة الحرص على أن يكون السكان في كل منطقة يمثلون الأعراق المختلفة في سنغافورة بما يضمن التواصل بين الجميع و نمو الوعي بالإختلافات بين ثقافاتهم وعدم وجود تكتلات عرقية مغلقة على نفسها. ومن الجدير بالذكر في هذا الصدد أن سنغافورة ترأسها الآن سيدة مسلمة وأم لخمس أبناء رغم أن المسلمون أقلية ولا يمثلون سوى 14% من السكان.
التخطيط للمستقبل:
يعمل مجلس التصميم السنغافوري مع القطاعين الحكومي والخاص على حد سواء، لنشر مفاهيم التفكير التصميمي وأهميته. ويهدف إلى خلق أمة تزخر بالإبداع ، من خلال “غرس التصميم كمهارات رئيسية مطلوبة للجميع”. يحفزالمواطنين على تحديد المشاكل والتعاون في حلها مع المصممين ، لأنهم “أفضل” من يتصدى لهذه المهمة.
وفي سبيل ذلك تقوم خطة المجلس على غرس التفكير التصميمي في سن مبكرة ، ومواءمته مع المناهج الدراسية. لينشأ الطلاب متفهمين أهمية إعطاء الأولوية للمستخدم الذين يقدمون له منتج أو خدمة.
ويبقى السؤال أين نحن من كل ذلك؟!
اترك تعليقًا