جميل أنه فى حالة من القلق وعدم التأكد .. سيمتلىء عقله بتصورات متضاربة للمستقبل سيتقاذفه الأمل والخوف.. ليس هناك أفضل من الشك والقلق يحول بينه وبين الله ..الله يريده أن يجتهد “الآن” ..
ونحن سندفعه ليستهلك نفسه قلقاً وتفكيراً عما سيحدث له في المستقبل ..يعرف الإنسان أن عليه الرضا بإرادة الله .. والمقصود أن يصبرعلى البلاء وهو يدافعه ..مهمتنا أن ينسى أن مقاومته اليوم أهم كثيراً مما سيحدث له غدا ..مهمتنا أن يفكر دائما فى الغد بخوف ..
إذا لجأ إلى الصلاة شتته عن أن الله هو القادر على كل شىء ..أوكله إلى عقله و قدراته المحدودة ليشعر بالعجز .. نمى الخوف والقلق فى قلبه ..
فى كل حدث يسؤه إجعله أعمى عن التفكير فى دوره فيما وقع ..وفى كل حدث طيب أو خير أوعبادة لله إجعله يٌعجب بنفسه وبفعله ..
الإنسان معقد ومهما إجتهدت لتضله ..بداخله بذرة للخير لن تستطيع القضاء عليها .. لذلك وجه خيره إلى الغرباء الذين لا يعرفهم .. وامنعه عن أهله وقرابته وجيرانه ..
الانسان مجموعة من الدوائر المتتالية ..مركز قوته فى الدوائر الداخلية ..قلبه ومن فيه ثم الأبعد فالأبعد ..أوهِن دوائره الداخلية توهِنه ..ابذل جهدك أن يكون كل خير وفضيلة وفعل يرضي الله للأغراب ..حتى يتحول إحسانه إلى وسيلة يخدع بها نفسه ويظن أنه صالح ..كل الفضائل وأعمال الخير يمكن إفسادها وتحويلها إلى أوهام ..فلتكن “أعماله الصالحة” طريقه المفروش بالزهور إلى جهنم ..”
إقتباس وترجمة بتصرف طفيف من رواية “Screwtape letters ” للكاتب C.S. Lewis
اترك تعليقًا