الطفرة التي حدثت في الشهور القليلة الماضية في درجة الإعتماد على التعليم الإليكتروني دفعت بمحاولات إستخدام معلمين آليين مبرمجين بإستخدام الذكاء الإصطناعي إلى الواجهة، لكن هل الطلبة مستعدون للتعامل مع هذه النوعية من المدرسين؟
يعكف فريق بحثي في جامعة سنترال فلوريدا – كلية نيكلسون للإتصالات والأعلام على مدى قبول الطلبة لإستخدام هذه التقنية الجديدة.
على رأس نتائج الدراسة أن قبول الطلبة للمعلمين الجدد يتوقف بدرجة كبيرة على سهولة التعامل معها، خاصة في التواصل. ويأمل الباحثين في تقديم توصيات تساعد مدربي الذكاء الإصطناعي على إبتكار مدرسين آليين يعملون بكفاءة!
مهمة المدرس الآلي ليست أن يحل محل المدرس التقليدي ولكن لتخفيف العبء عنه، بأن يقوم بالأعمال الروتينية المكررة، والإجابة على الأسئلة المتكررة البسيطة، ومن التجارب أظهر المعلم الآلي تقدم كبير في تعلم هذه المهارات حتى أصبح قادر على الإجابة على أسئلة لم يدرب عليها من قبل دون تدخل بشري.
ويتيح إستخدام المدرس الآلي الفرصة للمدرس التقليدي أن يتفرغ للأعمال الأخرى الأكثر أهمية والتي تستدعي مهارات إنسانية في التعامل.
ومن الجدير بالذكر أن تعريف الطلبة مقدماً عن المعلم الآلي كان له أثر كبير في قبول التعامل معه، ورؤية التجربة بطريقة إيجابية.
هذا ما عليه الحال الآن، ولكن كيف ستكون الأمور غداً؟ لا أحد يعلم على وجه التحديد. الذكاء الإصطناعي كما يحمل فرص يحمل تهديدات، والأمر في النهاية يعتمد على “الضمير البشري” الذي تقع عليه عبء تقديم مصلحة “الناس” فوق المصلحة “المادية”
ففي الأسابيع الأخيرة ومع بداية موجة ثانية من كورونا تجتاح أوربا وشبح الإغلاق يهدد الكثير من الأعمال، قرأت توصيات وتحليلات تضع إستخدام الذكاء الإصطناعي كبديل للعمالة التي ستضطر إلى البقاء في المنازل.
هل يعني ذلك أن علينا أن نخاف؟ نعم ولا. نعم لأن رأس المال للأسف يهتم بالمكسب المالي أولا وأخيراً، وبدون تشريعات وقوانين تقيد إستخدام الذكاء الإصطناعي سواء في أعمال مشروعة وان لم تكن إنسانية كإحلاله محل العمالة البشرية، أو إستخدامات مؤذية كالحروب وغيرها ..فالبشرية أمام باب شر عظيم.
وعلى الجانب الآخر يطمئنا قليلاً أنه لم تزل هناك مشكلات تواجه إحلال الآلات محل العمالة البشرية، ففي مخازن أمازون بالولايات المتحدة الأمريكية هناك تقارير عن إصابات بين العاملين في نقل البضائع بسبب أن أقرانهم الآليين يتحركون بطريقة آلية وبسرعة غير طبيعية ويفتقدون بعض “المنطق” أثناء النقل مما عرض البشر إلى إصابات وتجري تحقيقات الآن بهذا الخصوص.
التقدم جميل، ولكن كل تقدم يأتي على حساب مصالح البشر، فعدمه خير منه !
خطط إحلال الآلات محل الأشخاص، يجب أن تتضمن كيفية إعادة تأهيل هؤلاء الأشخاص، سواء بتدريبات أو إعادة توجيه لممارسة أعمال اخرى، أما أن يترك الأمر لأصحاب رؤوس الأموال بلا ظابط ولا رابط فهذا خطأ جسيم.
اترك تعليقًا