مشاعرنا تؤثر في أفكارنا، وأفكارنا تؤثر في قرارتنا، وربما ينتهي الشعور ويخلف لنا حسرة وندم بسبب قرار سيء إتخذناه. كيف نتجنب ذلك؟ كيف نرى “حقيقة” ما يحدث حولنا ومن الآخرين دون تهوين أو تهويل؟ كيف ننتبه لتحزينا، لأخطائنا اللاشعورية قبل أن ندفع ثمنها غالياً؟
تدريب بسيط “المراقب الأمين”، الهدف منه أن تراقب الناس حولك وما يفعلونه وتخمن ما يشعرون به، وكيف يؤثر ذلك على مشاعرك وأفكارك.
لتتدرب عليه شاهد برنامج حواري وراقب المذيع والضيف. هل يؤدي المذيع دوره بحياد؟ أم تشعر أن له توجه معين؟
راقب تعاملات من حولك مع بعضهم، كيف تشعر نحو كل منهم؟ ركز مع شخص واحد، ما المشاعر التي تتعاقب عليه وتستطيع تمييزها؟
هل يحدث لك ذلك؟ فتبدأ يومك مثلا متحمسا لعملك، ثم تحضر إجتماع عاصف يغضبك فيه نقد مديرك وكتمت رد فعلك، ثم سرعان ما تشاجرت مع زوجتك التي اتصلت بك تذكرك بشيء ما؟! هل بإمكانك الربط بين أحداث اليوم، لتعرف أن مشاجرتك مع زوجتك لم يكن سببها أيا مما قالته ولكن ما حدث من مديرك في الإجتماع؟!
كيف تشعر عند تعاملك مع شخص مغرور؟ هل يستفزك؟ وماذا عن شخص يسفه دائما من أراء الأخرين في حضورهم أو غيابهم؟ سجل أفكارك وبعد عدة مرات أسال نفسك إلى أي درجة أشبههم؟
ركز على فرد من أفراد عائلتك فعادة ما نطلق عليهم أوصاف ثابتة، سجل مشاعره التي تراها عليه في اوقات مختلفة، هل فكرتك عنه دقيقة؟ هل هناك ما يستفزك من هذا الشخص؟ هل تتصيد له الأخطاء؟ أجب بأمانة !
التمرين الثاني “سبب أونتيجة”: انتبهت أم لم تنتبه لك أثرعلى مشاعرمن حولك. يحتاج هذا التدريب إلى شجاعة وصراحة مع النفس. فلو كنت مثلاً تنتقد كل ما حولك بإستمرار ونقدك لاذع، سيتجنبك بعض الناس، وسيتألم آخرون من نقدك الحاد درجة البكاء، أويتوعدك آخرون خفية فيتصيدون أخطائك لمهاجمتك. عندما يتجنبك شخص كن صادق مع نفسك هل ما هذا التجنب بلا سبب؟ أم نتيجة لطبعك الناقد؟
تابع أثرك على من حولك عندما تنتهي من حديثك معهم، أقرأ لغة جسدهم، عما تنم؟ لاحظ وسجل أثرك على أسرتك.
أسأل نفسك هل أشبههم؟ إذا طلب مني ما طلبته منهم أو خاطبني شخص بنفس اللهجة ماذا سأفعل؟ هل يتصرفون بلا سبب أم يتجاوبون مع شيء ما في نفوسهم ضغطت أنت عليه؟
على مدار الأيام القليلة الماضية كتبت تدريبات كثيرة لتنمية وعيك بنفسك، ووعيك بالآخرين، عندما يزداد الذكاء العاطفي للإنسان تتحسن حياته الشخصية والعملية.
يصبح وعيك بنفسك أكثر تقدماً وتطوراً، وتستطيع الإنسجام مع من حولك، تتجنب إثارة الأخرين أو إستفزازهم، فتصبح حياتك أكثر هدوءً وسلاماً حياة تختار فيها مشاعرك بوعي.
ا أن تعرف أن الشعور مجرد شعور وأنه رهن إرادتك وبإمكانك توظيفه بما يعود عليك بالخير. أن تعرف ما يستفزك وكيف تتعامل معه، أن تصل إلى الصفاء الذهني بالتخلص من الأفكار والمشاعر السلبية التي تستولي على العقل. أن تتعامل مع من حولك بطريقة أفضل ووعي وفهم أكبر. وكلما تقدمت كلما تعززت ثقتك بنفسك.وارتفع حافزك الذاتي لتغيير ما يجب تغييره.
الشعور طاقة والطاقة تؤثر فيمن حولنا. عندما نتغير يتغير تعامل الناس معنا. حتى لو لم يكونوا أذكياء عاطفياً فذكائك أنت كطرف في علاقة أو موقف أو تفاعل كافي لتحسينها عما كانت عليه.
وفي النهاية اعلم ان السعادة أن تكون إيجابي وخفيف القلب في كل ما تفعله. تعلم ما جاء في المقالات السابقة سيساعدك أن تخرج من تيارات العواطف السلبية لتقود قاربك وفق ما تريد وسيمنحك دفة حياتك لتبحر بها نحو السعادة وراحة البال بإذن الله.
اترك تعليقًا