
قرأت المنشور السابق على الفيسبوك، ووجدت أنه مرتبط جداً بسلسلة المقالات التي أكتبها حالياً عن أهمية الذكاء العاطفي وكيفية تنمية هذه المهارة الحيوية.
مما كتبته الأخت الشاكية بدت لي أنها غير منتبهة لكثير من الأمور التي لا يجب أن تغيب أبداً عن شخص ذكي عاطفياً.
أولها أن زوجها “أكبر أخوته” هذا يجعل الزوج بمثابة أب لأخوته وأمه أيضاً !
ثانيها أن أخته “يتيمة” هذا يضع المزيد من المسئولية على زوج الشاكية وعليها هي نفسها لو كانت ممن يفهمون قيمة العلاقات الإنسانية.
الحماة ليست متسلطة أبداً، فلو كان القصد التسلط وفرض الرأي كانت طلبت من ابنها مباشرة ولم تكلم الزوجة وتطلب منها. كونها طلبت الأذن من زوجة ابنها فيدل ذلك على انها تراعي الحدود وتعلم أن إستقبال ضيوف بالمنزل يقع عبئه على المرأة بالأساس.
الشاكية ويا للغرابة والتناقض “وافقت” عل طلب الحماة، لكن .. بدرجة كبيرة استرجعت موروثات غبية عن الحروب الأهلية بين الحماة وزوجة الأبن، واعتبرت أنها هُزمت عندما قبلت طلب حماتها باستضافة العريس وأهله في بيتها. لو كان لديها بعض الذكاء العاطفي كانت قرأت تصرف الحماة قراءة إيجابية وان السيدة احترمتها كربة للبيت.
وبمنتهي عدم الفهم، روت لزوجها الموقف ولم تنتبه إلى أنه “سعد” بطلب والدته. لو كانت تملك ذكاء عاطفي كان عليها أن تشعر ان سعادة زوجها بلجوء والدته إليه وإليها أمر جيد خاصة أنها لم تُكلف بشيء مستحيل أو مرهق، وأنها أُستؤذنت وأذنت! ولم ترجع إلى عقلها بعد رد زوجها المقتضب بل ظلت أسيرة مشاعر “التحدي” وتصور “الإهانة” والرغبة في عراك هي من اخترعته بلا أي داع !
في المكالمة الثانية ومما حكته “بنفسها” أرى حوار بين أم وابنتها، السيدة تتكلم ببساطة وتريد أن تفتخر بمقتنيات زوجة ابنها، فما الضر في ذلك على الزوجة؟ لترد بكلام أحمق . حتى عندما “أستعطفتها” الحماة بكون العروس يتيمة لم تتأثر “المحاربة” وتنهي حرب أشعلتها دون سبب ولم تهتز لدموع الأم.
وبعد كل هذا الصلف والحماقة، صعدت الموقف مع زوجها حتى هددها بالطلاق، وبدل أن تعود لعقلها اتصلت بحماتها لتواصل “العراك”.
قد يقول البعض أن تصرفه مبالغ فيه خاصة لوجود طفل بينهما. أنا لا أعرف أياً من اطراف المشكلة، ولم أسمع من الطرف الآخر، لكن ما ذكرته “الشاكية بنفسها” كاف للحكم !لا أعتقد أن خلال 4 سنوات زواج كان هذا الموقف الأوحد الذي تجلى فيه “ذكاء” الزوجة، الموقف الذي تصاعد بأفعالها وحدها لم يكن يستحق أصلا، وحتى لو هي تراه يستحق، كان عليها التراجع عن التصعيد والتفكير في العواقب، الموقف ربما كان القشة التي قصمت ظهر بعير تحمل حماقات وغباوات ل 4 سنوات !
فالشاهد أنها “عندها قلب” تحكي، رغم الأخطاء العديدة التي اقترفتها فهي لا تشعر إطلاقاً بأنها أخطأت !
لو كانت الزوجة ذكية عاطفياً كانت:
1- عرضت على الحماة إستقبال الضيوف من نفسها ومن قبل أن يطلب منها ذلك. فهذا واجب الأخ الأكبر نحو أخوته.
2- كان هذا العرض سبباً أولا في رضا الله عنها، لأن العروس يتيمة، والحماة أرملة وحسن عشرة لزوجها.
3- وإن لم يخطر ببالها أن تعرض كان عليها الموافقة عن طيب خاطر عندما سؤلت والترحيب بإستضافة العريس وأهله، والإجتهاد في تشريف زوجها وأهله.
كل هذا الخبل الذي وقع كان بسبب “شعور” أحمق إنتابها، تبعته أفكار “أحمق”، وتصعيد أكثر حماقة …
لو كان الأمر بيدي لفرضت تدريس مهارات الذكاء العاطفي بالمدارس ومنذ نعومة الأظفار، لعلنا نتعلم كيف ندير أمورنا بوعي، ونقلل خسائرنا في الحياة ونحيا حياة ترضينا وترضي الله عنا
اترك تعليقًا