تنتظر صديقك في المقهى، يتأخر عن الموعد المتفق عليه أكثر من ساعة،في أول الأمر ينتابك القلق، تحاول الإتصال به وتعرف أنه تأخير بلا عذر. يغضبك أكثر أنها ليست أول مرة يتأخر فيها عن موعده. أنت شخص منظبط، تراعي مواعيدك وتتجنب إضاعة وقتك ووقت غيرك. عندما يصل صديقك. فهل تصيح فيه قائلاً: أنت مستهتر، لا فائدة فيك أبداً لا تحترم الوقت؟ أم الأفضل أن تعبر عن “شعورك” فتوضح له قلقك عليه عند تأخره، ثم حقيقة أنك غاضب من تأخره بلا عذر؟
قد يبدوا الإختيارين واحد، لكنهما ليسا كذلك. عندما ترد على الموقف بأفكارك فأنت تهاجم الطرف الآخر بترجمتك على تصرفه فإتهمته أنه مستهتر ولا يحترم الوقت ورد الفعل الطبيعي لأياً منا إذا ما هوجم هو الهروب أو القتال، وتم تصعيد الموقف.
عندما تعبر عن “مشاعرك” ، فأنت تعبر عن نفسك، لن يلومك أحد على شعورك. كما أنك تركت للآخر المساحة الأمنة ليسمع ما تقوله دون أن يضع دروع الوقاية والانكار، وغالباً ما ينتج عن ذلك شعور بالتعاطف ومحاولة الاصلاح.
الفرق الجوهري بين الأسلوبين أننا عندما نعبر عن “أفكارنا” عما حدث فهي مجرد أفكار قد تكون صحيحة أو خاطئة، وغالباً ما تنطوي على هجوم وإتهامات للطرف الآخر. أما ما نشعر به فلا سلطان لنا عليه، وهو ما نشعر به صدقاً فلا مجال لسوء التقدير هنا.
لذلك عند الخلاف، لا تحدث الطرف الآخر بما تظنه عنه، وما تترجم به تصرفاته ولكن حدثه عما فعل بسرده كما هو كحقائق، وعبر عن مشاعرك الناجمة عن تصرفاته فلعل ذلك يفتح بينكما باب حل للخلاف لا تصعيده.
اترك تعليقًا