قرأت تقرير أعدته شركة ماكنزي عن قطاع المطاعم سواء السلاسل العالمية الشهيرة أو المطاعم الصغيرة وما تلقاه هذا القطاع من ضربات موجعة بسبب جائحة كورونا، تضرر من إجراءات الإغلاق، والحجر الصحي و تخوف العملاء من تناول الطعام والشراب خارج المنزل.
إنخفضت مبيعات الجميع إلا قلة إستطاعت أن تبتكر وتقدم بدائل، ونحن على أعتاب موجة ثانية من المفيد أن نطلع على ما فعله غيرنا وأفادهم.
سلسلة مطاعم “تاكو بل” قدمت ما أطلقت عليه “مطعم المستقبل” حيث لا يتم تناول الطعام في صالات المطعم ولكنه صمم لبيع الطلبات عبر نوافذ للبيع أمامها حارات تمر بها سيارة العميل ليحصل على طلبه دون أن يخطوا داخل المطعم. ال Drive Through ليس جديدا لكن الجديد أن تاكو بل قد أضاف فكرة الطلب المسبق وتخصيص حارة خاصة لعملاؤه مما يجعل هذه الحارة أسرع من الحارة العادية للطلب وبالتالي تقدم أمان أكبر..
قدم أحد المطاعم في شيكاغو خدمة الطلب من أكثر من مطعم ومكان، بحيث يستطيع العميل أن يطلب عدة أصناف من أماكن مختلفة في طلبية واحدة ويتم توصيلها إليه دون عناء الطلب من أكثر من جهة ومتابعة كل منها.
ستاربكس والتي كان جزء كبير مما تقدمه هو تجربة إحتساء القهوة في مقاهيها، بدأت تتوسع في خدمات الطلب المسبق والتيك أواي.
ولم يقتصر الابداع على سلاسل المطاعم الكبرى فقد شارك صاحب مطعم بيتزا فكرة قاموا بها وهي تعاونه مع مطاعم أخرى وعمل ما يشبه حفل مفتوح في الحي حيث يمكن للناس الذين ضجوا من البقاء في البيوت الخروج إلى مساحة مفتوحة توفر لهم الأمان ومتعة التواصل الآمن.
الجائحة أثرت في شكل المطاعم والمساحات المطلوبة لتناول الطعام، وزيادة الإتجاه نحو إلغاء صالات تقديم الطعام والتوسع في نقاط تسليم للوجبات فقط. حتى شكل المطعم هناك إتجاه لاستخدام النوافذ للتسليم دون الحاجة إلى دخول العميل إلى المطعم.
طريقة التغليف أيضاً تأثرت فالإعتماد على نقل الطعام من المطعم إلى المنازل، يحتاج إلى تغليف مناسب يحفظ حرارة الطعام ولا يتأثر بعملية النقل.
من التغييرات ايضا إنحسار الطلب على الأصناف الجانبية وهذه الأصناف نفسها هي عادة التي يتوفر فيها هامش ربح كبير. وربما يحتاج أصحاب المطاعم التخلي عن هوامش الربح الكبيرة في هذه الأصناف لإغراء العميل بإضافتها إلى الطلب الرئيسي.
ومن أهم التغيرات ضرورة وجود خدمة توصيل عالية الكفاءة سواء مباشرة من المطعم أو بالتعاقد مع شركة متخصصة تقوم بالتوصيل، ومنصات الطلب والتوصيل.
في وسط كل هذه التحديات تبقى بارقة أمل وحقيقة لا يمكن إغفالها، أن العملاء يتوقون لتناول الطعام خارج منازلهم، والعودة إلى الحياة الطبيعية. ما نمر به مؤقت وتحتاج المطاعم كغيرها من القطاعات إلى تبني طرق جديدة ونماذج عمل مناسبة وإعادة النظر في سياساتها في الحفاظ على العملاء، والإبتكار والمرونة. وفي النهاية كل مُرٍ يمر إن شاء الله يوماً ما.
اترك تعليقًا