من خبرتي العملية بين القطاعات المختلفة من الحكومي إلى الخاص إلى الدولي، الإدارات المرنة تخلق ثقافة مرنة تقبل التغيير ولا تقاومه.
جهود الميكنة والتحول الرقمي قد تلاقي مقاومة شديدة أو تفشل تماماً لسبب رئيسي هو غياب “قيمة” قبول التغير وعدم تقدير قيمة المرونة ووفق دراسة أجرتها هارفارد فإن هذا السبب يفوق عدم توفر الميزانية اللازمة للتغيير وهو ما تتذرع به أغلب الإدارات المتأخرة في التحول او العالقة في تنفيذه َ!
الإدارة الواعية هي التي ترسخ أهمية البحث عن الأفضل دائماً وتقدر أولئك القادرين على العمل بمرونة وتبني تغيرات ترفع من تنافسية الشركة سواء بإضافة أبعاد جديدة لما تقدمه الشركة وطريقة العمل فيها أو عن طريق خفض التكاليف والإبتكار في كل هذه الجوانب.
ولكي تكون جهود التحول الرقمي ناجحة على الإدارة العليا أن تتبنى هذا التغيير وتزلل أمامه العقبات المختلفة ويأتي على راسها:
العمل في جزر منعزلة: أن يتم التطوير والميكنة داخل أروقة الإدارات التقنية المسئولة عن تنفيذه بمعزل عن باقي الإدارات لهو وصفة مؤكدة للفشل. رأيت في عملي فشل في التنفيذ وتعقيدات كان يمكن تفاديها لو أن هناك جسر موصول بين إدارتي التسويق والتكنولوجيا. عمل كل إدارة في وادي أدى إلى “كلفتة” تعديلات في الأنظمة لمواكبة “عرض تسويقي ” هو ناجح وفعال من وجهة نظر التسويق لكنه لم يتم التجهيز المناسب له من جهة النظم الإليكترونية التي ستفعله. فتكون النتيجة أن ما تعتبره إدارة نجاح ساحق هو كابوس لإدارة أخرى ولو نظرنا إلى الصورة الإجمالية فقد أضر بالشركة ولم يفيدها. ما فائدة أن تستقطب عملاء أكبر من قدرتك الفنية على خدمتهم؟ كم تخسر عندما تضيع سمعة الشركة بسبب عملاء غاضبين، كم تكلفك إنهيار أنظمة حساسة يقوم عليها عملك؟
الأمثلة لا تعد ولا تحصى والخلاصة ان إشراك كل الأطراف في جهود التحول الرقمي ضرورة، أن يكون كل شيء محسوب بدقة ومتوقع ضرورة. أن تراعى المصالح المتضاربة بما يخدم المصلحة العامة للشركة هو السبيل الوحيد ليكون التحول الرقمي ناجح.
على الجانب الآخر، لا ينجح التحول الرقمي إذا كان تحول هدفه الأسمى تطبيق تقنية جديدة، أو مسايرة “موضة” تقنية، إذا لم يكن هناك وعي تام بفائدة هذا التحول، وقيمته، واليقين من أن عائده أكبر من تكلفته فالتحول الرقمي يتحول إلى نقمة وخسارة لا مكسب، ولا يحتاج الأمر لشرح طويل لاستيعاب ذلك، لكن يحتاج إدارة حكيمة تستوعب أن الأرقام هي الحكم الأول والأخير. وأن ما لا يضيف إليك يخصم منك.
وبالطبع العامل البشري هو عصب أي نجاح، التحول الرقمي يتطلب إستثمار في تدريب من يقومون به وإعادة تدريب لمستخدميه داخل مؤسستك.
الخلاصة أن التحول الرقمي الناجح يتأسس على إدارة ترسخ وتعلي من قيمة المرونة والتغيير للأفضل، وآليات تواصل داخلية فعالة، وإستثمار في تطوير مهارات العاملين بالمؤسسة والخلل في أياً من هذه الركائز لا يأتي بخير، وتدفع المؤسسة ثمنه.
اترك تعليقًا