لا تنشر السوء !

قرأت دراسة أجرتها جامعة “وراويك” جاء في نتائجها أن الأخبار السيئة تتضخم ويتفاقم أثرها السلبي كلما زاد نشرها وتداولها. مع كل نقل جديد للخبر تزداد جرعة السلبية والسوداوية المنبثة حوله !
حتى وإن كان الخبر في الأصل معروض بالحقائق الحيادية .. لكن مع كثرة التداول يتحول الأمر إلى “هيستريا” متفاقمة!.
ذكرتني نتائج الدراسة بالمقولة الشهيرة المنسوبة لسيدنا عمر بن الخطاب: “أميتوا الباطل بعدم ذكره” !
لماذا نتنفنن في نشر الكآبة والحزن واليأس؟ لماذا نتصور أن في ذلك “خير”؟
لماذا نمر مرور الكرام على الأخبار الإيجابية ونتجاهل الأعمال الصالحة التي تستحق الإشادة، ونحرص ألا يفوتنا “مهرجانات” الصراخ/النقد/التنديد بالأخبار السلبية ومقترفيها مع أن في ذلك “إحتفاء” بهم وإن كان سلبي.
يدهشني مثلاً أن يتداول الناس إهانة وجهت لشخص ما من منطلق الدفاع عنه والتنديد بالمُهين متجاهلين أنهم كرروا الإهانة وساهموا في نشرها وتعريف من لم يعرف!
من المثبت في علم النفس أن لدى الإنسان تحيز طبيعي لتذكر التجارب السيئة والسلبية لفترات طويلة والتأثر بها تأثير مضاعف من كثر تذكرها وإعادة سردها على أنفسنا،خلق الإنسان هلوعاً جزوعاً، سبحان الله العظيم.
نمر على الأفراح والنجاح مسرعين ولا نحتفي بهما بما يكفي، حتى إذا ضحكنا تحفظنا وقلنا “خير اللهم اجعله خير”.
الوعي بتلك الحقائق يساعدنا أن “نلاحظ” في أنفسنا تلك الميول والتصرفات فنتحكم فيها.
لا تستنزف نفسك في التجارب السيئة .. إحزن بعض الوقت .. تداوى بعض الوقت .. والأهم تعلم درسك ثم أمض في طريقك ولا تلتفت لها.
لا تترك روحك مستباحة في بكائيات وأحزان لا تخصك أو لا تملك لها حلول، قلل من تعرضك لأخبار تستنزفك ولا تضيف إليك أي شيء.
تطلع لغدك وابحث عن الأمل، وعن الخير، وعن الجمال، كن لنفسك ولمن حولك كل ذلك وستجده لا محالة، ما نزرعه في الدنيا هو ما نحصده، وما نتوقعه يأت فتوقع الخير ثقة بالله وإيماناً برحمته التي تسبق عدله.
التفاؤل هو الوجه الآخر للإيمان،واليأس من الكفر والعياذ بالله.

عامل الدنيا ببراءة طفل يبكي إذا تألم ثم سرعان ما ينسى ويعود يجري ويلعب كأن شيئاً لم يكن، الدنيا لا تستحق أكثر من ذلك، صدقني!

Comments

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

%d مدونون معجبون بهذه: