فاقد الشيء لا يعطيه ..
فاقد الشيء أفضل من يعطيه ..
مقولتان متضادتان ولكلاً وجهاتها ..
وفي رأي الأمر يعتمد على الشخص “فاقد الشيء ” ..
هناك من يتعامل مع الحرمان والألم بالتسليم لله والقبول بالقضاء ومحاولة فهم الرسالة والتعلم منها .. هذا الشخص مؤهل أن يعطي ما أفتقده .. لأن التجربة أثمرت فيه فهو تلميذ نجيب لتصاريف القدر .. يتألم لكنه أكبر من الألم .. أكبر من السخط .. أكبر من الصغائر .. يتوقف عندها ليعتبر لا ليقتر المرارة حتى لا ينساها .. يرى الصورة الكبرى .. ويعرف أن العدل متحقق فيها .. لأن المُقدر عادل .. لو أمعن في كل التفاصيل ..
..
على الجانب الأخر هناك من يحوله الألم وحشاً كريهاً .. حاقد .. أعمى .. ناقم .. يشغله دائماً سؤال لا إجابة له وسبب الشقاء الدائم “لماذا أنا ؟ ” ..
هذا لا يمكن أن يعطى ما إفتقده -حتى يشفى- .. فهو مشغول بإعادة شحن مراجل الغضب في نفسه .. لا يعطي سوى ما عنده من حقد وكراهية ونقمة ورغبة في الانتقام .. يدمر بها نفسه ومن حوله ..
..
الاول ممتليء حكمة أوجدتها التجربة وصقلها الألم والثاني متخم بالكراهية والسخط .. ولا يعطي الانسان إلا مما عنده ..
..
حر النار إذا صهر الذهب نقاه من الشوائب فصار أنفس وأثمن.. وهو نفسه إذا مس أوراق جافة إحترقت ولم يتركها إلا رماد تذروه الرياح ..

هل فاقد الشيء أفضل من يعطيه؟
by
Tags:
اترك تعليقًا