أعلنت ميكروسوفت أن العمل من المنزل والذي إعتمدته الشركة خلال فترة الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا، سيستمر إلى الأبد، كل من يمكنه أداء عمله من المنزل لا يشترط ذهابه إلى مقر العمل
منذ 10 سنوات عملت في بيئة عمل مماثلة، كان فريق عملي الذي أديره في قارة أخرى وبيننا ساعات طويلة فروق توقيت، ولم يكن هناك أي معنى للتواجد في “المكتب” لذلك أستطيع القول عن تجربة أن القرار صائب وله مميزات عديدة ليست للموظفين فقط ولكن للشركة أيضاَ.
على مستوى الموظف يوفر العمل عن بعد مرونة هائلة، يمكنك أن تحيا في مدينة أخرى أهدأ أو أرخص أو ألطف أيا كان سبب قرارك يمكنك إتخاذه بسهولة.
العمل من المنزل يوفر مصروفات من التنقل إلى تناول الطعام خارج المنزل، وأهم من ذلك كله يوفر في الوقت !
العمل من المنزل يسهل موازنة الحياة العملية والشخصية وييسر كثير من الأمور في هذا المجال!
كل ذلك يؤدي إلى موظف درجة رضاؤه الوظيفي مرتفعة، وينعكس ذلك على أداؤه وولاؤه للشركة.
أما للشركة فيوفر ذلك في إيجارات أماكن العمل، مصروفات التشغيل، بدلات الانتقال، يقلل من أيام الغياب المرضي المدفوعة الأجر، وأهم من ذلك كله يمنح الشركة موظف راضي عنده ولاء للشركة التي توفر له ميزات حقيقية لا يجدها في مكان آخر.
بالطبع هناك عيوب فلا يوجد قرار كله مميزات ولا توجد له عيوب ومخاطر. يحتاج العمل عن بعد إلي وجود آليات تضمن قيام الموظف بعمله، على رأسها مهارات تواصل وتوفر وسائل فعالة وعمليات متفق عليها ، يحتاج الأمر من الموظف إحسان إدارة عمله فيضع حدود فاصلة بين العمل والمنزل، وبين ساعات العمل وساعات الراحة. وأن يستطيع إدارة “حركته” بما يمنحه المرونة فيمكنه السفر مثلا إلى مدينة ساحلية دون أن يضطر للحصول على أجازة وفي ذات الوقت يقوم بتخصيص ساعات العمل للعمل.
ربما يبدو العمل عن بعد غريباً وقد يتخوف منه أصحاب الأعمال، لكن عن تجربة لسنوات طويلة أشهد أنه نظام ناجح ومربح طالما عرف أطرافه كيف يطبقوه بطريقة صحيحة.
سهى جاد - Soha Gad 
اترك تعليقًا