التقنيات الصناعية بصفة عامة كانت تهدف لتمكين الصانع من تصميم وإنتاج بضائع ملائمة لإحتياجات الزبائن، لكنها اليوم تتجه بقوة نحو تحويل “الزبون” نفسه إلى مبتكر وصانع لما يريد!
وتأتي تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على رأس هذه التقنيات، وهي تقنية مدهشة ولها إستخدام في إنتاج انواع متنوعة ومتباينة من المنتجات، من صناعة الحلويات، إلى صناعة مواد البناء، حتى الأحذية، فهناك طابعة – أو يمكن تركيب طابعة- لأي منتج يمكن تصوره تقريبا!
.
عملية “طباعة المنتجات” بصورة مبسطة تقوم أولا على تجميع طابعة مناسبة للمنتج والتي يمكن شراء أجزائها بمبالغ معقولة جدا كذلك يمكن شراء طابعة جاهزة لطباعة المنتج إذا توفرت، تبدأ عملية الإنتاج بتصميم رقمي ثلاثي الأبعاد للمنتج يتم تصميمه إما بإستخدام تطبيقات الرسم ثلاثي الأبعاد، أو بإستخدام نوع خاص من أجهزة المسح الضوئي “السكانر” قادر على تكوين نموذج رقمي للمنتج.
.
يلي ذلك عملية “تقطيع” النموذج إلى مئات أو آلاف الشرائح العرضية بإستخدام حزمة تطبيقات خاصة، ثم نقل هذه الشرائح إلى الطابعة ثلاثية الأبعاد لتقوم بطباعتها واحدة واحدة فوق بعضها بالتتابع حتى يتشكل المنتج، وبالطبع يتم تغذية الطابعة بالمواد المكونة للمنتج ليتم إستخدامها في الطباعة.
هذه هي طريقة “الإنتاج” في جوهرها سواء كان المنتج كعكة عيد ميلاد أم حذاء رياضي !
.
الأمر مذهل ليس فقط لغرابة وبساطة ومرونة التقنية ولكن لأنها أيضا توفر في إستخدام المدخلات، وتكاد يكون الفاقد من الإنتاج صفر، ولتوضيح ذلك تخيل ما يقوم به صانع الملابس عند خياطة ثوب، يتم قص القماش بحسب التصميم فينتج عن ذلك فاقد من القماش يختلف بإختلاف الموديل ولكن لو تم طباعة الثوب فلا فاقد نهائيا حيث يتم “رسمه” دون زيادات ودون إهدار في الخامات وينطبق ذلك على كل المنتجات.
.
السؤال المهم الآن كيف تعمل في هذا المجال ؟
هناك مسارات متعددة يمكن العمل فيها، فإبدأ بتحديد مسارك ، هل تريد العمل في المجال التقني نفسه؟ أي تجميع الطابعات ، و/أو تدريب الغير على تركيبها، أم أنك مهتم بإستخدام تلك التقنية في إنتاج منتج معين ؟ أو ربما تريد تقديم خدمة طباعة “منتج” أو “منتجات معينة”.
لكل مسار منهم ما يتطلبه من تعليم وإستثمار ، والجميل أن التكلفة تتناسب مع نوعية المنتج فهناك طابعات تكوينها تكلفته أقل من مائة دولار وهناك ما يكلف الآف مؤلفة.
.
الأمر يتطلب فقط بعض البحث عما تحتاجه بيئتك من منتجات وما تحب أن تعمل فيه.
.
سهى جاد - Soha Gad 
اترك تعليقًا