لم تضرب أزمة جائحة الكورونا المجال الصحي فقط ولكنها أتت على الأخضر واليابس في كل القطاعات تقريباً. يقولون أن في المحنة دائماً منحة، فكانت الأزمة لبعض الشركات والقطاعات الفانوس السحري الذي أغدق على الشركة دخل لما يكن في الحسبان.
في لقاء لرؤساء مجالس الشركات الكبرى حول العالم ظهرت بعض النماذج اللافتة للنطر والملهمة. شركات الفطيم ومقرها الرئيسي بدولة الإمارات على سبيل المثال وجدت نفسها مجبرة على إغلاق كل دور السينما التابعة لها تطبيقا لقرارات الإغلاق، لتجد أن عليها تسريح ما يقرب من 1000 موظف بينما على جانب آخر شهدت الهايبر ماركت التابعة لها زيادة غير طبيعية في الطلب عبر الانترنت. إتخذت إدارة الفطيم قرار بإعادة تدريب موظفي السينمات ليتم الإستعانة بهم في الهايبر ماركتس. كان القرار موفق من كل الوجوه، ومثال على أهمية الابتكار والحسم والسرعة وحسن توجيه الموارد المتاحة في إتخاذ القرارات خاصة وقت الأزمات.
نموذج آخر كان مستشفى الأطفال بولاية أوهايو والذي يقدم خدمات العلاج عن بعد ضمن باقة خدماته، في 2019 كان عدد الجلسات التي تمت عن بعد 2000 جلسة. منذ بدأت جائحة كورونا تزايد الإقبال على هذه الخدمة حتى أصبح عدد الجلسات للعلاج عن بعد 5000 جلسة في الأسبوع ! تقول إدارة المستشفى أنه رقم لم يكن يمكن الوصول إليه إلا بعد سنوات طويلة فجأة تحقق في غضون شهور معدودة !
بعض الشركات تحولت من وضع أن هناك 100 ألف موظف يعملون في مكاتب الشركة حول العالم إلى 100 ألف موظف يعملون من منازلهم. وما يتطلبه ذلك من تعديلات ومرونة في أساليب العمل وأدواته.
بالطبع هناك شركات إحترقت في أتون كورونا، لكن الشركات الأخرى التي عبرت الأزمة مستفيدة هي التي تحركت بسرعة وذكاء معيدة ترتيب أوراقها ومواردها وموظفين بذلوا جهداً أكبر وتعاملوا بمرونة مع الظروف وفاز أصحاب الرؤى المستقبلية والإستثمارات في قطاع التكنولوجيا فكأنوا الأقدر على مواجهة الأزمة بنجاح.
ولعله خير !
* الصورة هاني ويس رئيس مجلس إدارة القطاع التجاري بشركات الفطيم
اترك تعليقًا