الغضب شعور طبيعي غريزي وهو رد فعل لتهديد حقيقي نتعرض له أو نتخيله. فالغضب ليس شعور أصيل يأتي دون سبب لكنه دائماً وليد لشعور آخر ربما الشعور بالإستفزاز أو الإهانة أو قلة الحيلة أو اليأس وربما الشعور بالذنب كل هذه المشاعر ندفعها عنا بالإنفجار في نوبة من الغضب!
خلق الانسان عجولا، إذا قاطعنا شيء، إذا منعنا من الوصول إلى ما نريد، أيا كان ما نريده ربما هو شيء بسيط كساعة من الوقت المستقطع والإنفراد بالنفس في هدوء ويعترضها شيء بسيط كصراخ طفلك أو إقتحام زوجتك الغرفة بمشكلة تلقيها فوق رأسك لتهشم ساعة واحدة من الهدوء أردت الحصول عليها فتجد نفسك وقد إنفجرت غاضبا.
هل الغضب والصراخ هو الاختيار الاوحد في هذا الموقف بالطبع لا. يمكنك التغاضي عن صراخ طفلك وعن إزعاج زوجتك والتجاوب معهم لدقائق وهذا ما يسمى “التراحم” فكيف نتعلم ذلك؟ ولماذا؟
ربما لماذا أولى بالإجابة من كيف. الغضب يدمر جسدك وأعصابك قبل أي شخص آخر، ويدمر علاقتك بمن حولك وقد يخلف فيهم أثار تبقى معهم إلى نهاية العمر ! فتعلم طرق أخرى لدفع الألم عن أنفسنا أو لتحقيق أهدافنا أو الحصول على ما نريد بأفضل الوسائل.
ندما تغضب لا تنساق وراء رغبتك في تكييل الإتهامات للطرف الآخر، فهذا مضيعة للوقت والطاقة. عبر عن مشاعرك بطريقة أهدأ وأكثر نفعاً.
هناك أمور حلها أن تضع عواقب معروفة وتطبقها دون إنفعال أو إنفجارات في المشاعر غير محسوبة. كأن تتفق على أن من يكسر شيء في المنزل فعليه تكلفة إستبداله.
وهناك مشاجرات لا معني لها. مثلا أنت على وشك أن تقف بسياراتك في مكان معين، فاقتحمت سيارة أخرى نفس المكان رغم وضوح أنك على وشك الوقوف فيه. الموقف مستفز فعلاً لكن لو أن هناك عدة أماكن أخرى لإيقاف سيارتك فالأمر لا يستحق أن تتشاجر 15 ق بينما انتقالك إلى بقعة أخرى لن يستهلك أكثر من دقيقة وناهيك عن توفير أعصابك وانفعالك.
دائما فكر في جدوى التعارك وهل هناك عائد حقيقي منه؟ لا تترك محركك الأساسي مشاعرك فقط. ولكي تكون معركة ويكون هناك خلاف فلابد من وجود طرفين. بمعنى إنك فعليا بإمكانك إنهاء اي معركة واي خلاف بالانصراف منه والانسحاب من ساحته. لا تعتبر ذلك عيباً أو دليل ضعف بالعكس من العقل أن تختار المسار الرابح الذي يعظم مكاسبك يقلل خسائرك وغير ذلك ماهو إلا محض حماقة!
من الممكن أن ننهي الخلاف بالإتفاق على ألا نتفق ويمضي كل منا في طريقه.
سهى جاد - Soha Gad 
اترك تعليقًا