من المواقف التي لا أنساها وأسترشد بها كثيراً، موقف مررت به منذ عدة سنوات. كان أحد الموظفين بفريق عملي مقصر في عمله، مهمل، لا يبذل الجهد الكافي ليتعلم ما ينقصه، مشاغب، يؤلب زملاؤه ويحضهم على معارضتي. كان “شعوري” نحوه سلبي جداً، أشعر بإستفزاز شديد من كل تصرفاته الخاطئة.
كان مكلف بأداء مهمة تستدعي حضوره المكتب قبل ساعات العمل، كانت مهمة ضرورية وكنت أعرف أو فلنقل أتوقع أنه لن يلتزم بالحضور في الموعد المحدد. شاركت مديري توقعي مع إضافة أني سأكون في مكتبي في نفس الوقت وسأرى بنفسي متى سيأتي للعمل.
وجدت مديري يسألني: ما هو هدفك؟ هل الهدف أن يقوم بالمهمة المطلوبة منه؟ أم تريدين “ظبطه” متلبساً بالاهمال والتأخير؟
أجبت بأني أريده أن يؤدي عمله، فأجابني مديري: إذا من الأفضل أن تعلميه بأنك ستكونين موجودة في نفس الفترة. سيجبره ذلك على الحضور في الموعد المطلوب وسيريحك ذلك من عبء الحضور مبكراً. فعلت ما أقترحه مديري، وحضر الموظف في موعده، وأدى مهمته ولم أتكلف عبء الذهاب مبكرا إلى عملي بلا داعي!
في كل مشكلة أو موقف ننشغل بالبحث عن “الإجابة” الصحيحة، أحياناً نصل إليها وأحياناً نضل السبيل. والوسيلة المضمونة أن نتعلم أن نسأل الأسئلة الصحيحة. السؤال الصحيح سيسير بك نحو الإجابة المثالية!
“ما هو هدفك؟” كانت الإجابة على هذا السؤال سبب في أن أسلك مسار معاكس تماماً لما كنت أنتوي فعله!
هذا الموقف يتكرر في الحياة الآف المرات في أمورنا الشخصية أو العملية. ونسير في الاتجاه المعاكس لأننا لا نتوقف لحظات ونضع مشاعرنا نحو الأشخاص أو المواقف التي نمر بها جانباً لنسأل: “ما هو هدفي ؟” “ما الذي أريده؟”
ولو توقفنا في اللحظة المناسبة وسألنا ربما أكتشفنا أن علينا السير بالإتجاه المعاكس تماماً !
اترك تعليقًا