ما حدث في العالم أجمع خلال الشهور الماضية فاق كل التوقعات وأذهل حتى أعرق الجهات التي كانت حاملة لواء الاستعداد للمستقبل كجامعة ستانفورد على سبيل المثال لا الحصر!
فجأة وجد العالم نفسه أمام الكثير من المتغيرات التي لم تخطر لأحد على بال. وأصبح هناك ضرورة ملحة للتغيير وعلى الشركات وقطاع الأعمال التحرك بسرعة نحو تغييرات جذرية.
فجأة ظهر نموذج للأعمال “إجباري” يعتمد على اللامركزية. لم يعد بالإمكان العمل من خلال النماذج التقليدية التي يقوم أغلبها على عمليات ونظم مركزية. بداية من العمالة التي أصبح من الضرروي أن تعمل خارج جدران الشركات والمتاجر، إنتهاء بالعملاء الذين أحجموا عن الانتقال إلى مكان الحصول على السلعة واالخدمة، وما يتطلبه ذلك من طريقة عمل مختلفة ونظم مختلفة.
النظم اللامركزية قد تكون مستحدثة في معظم قطاعات العمل لكنها مألوفة جداً في إطار النظم التكنولوجية، منذ عقود عرفت التكنولوجيا الأنظمة اللامركزية، والبيانات اللامركزية والعمل عن بعد.
وقد عملت أنا شخصيا عن بعد جزئياً منذ خمسة عشر عاماً أو يزيد وفي شركة مصرية وعملت بصورة أكبر عن بعد مع شركة في قارة أخرى تماما ونطاق زمني مختلف. والقصد أن قطاع التكنولوجيا يملك الخبرة الفعلية في العمل والإدارة وفق هذه المتغيرات التي فرضت على العالم إلى جانب دوره التقليدي في إنشاء النظم والعمليات التقنية اللازمة.
النظم المطلوب تغييرها تمس جميع أطراف العمل، من نظم قيام الموظفين بأعمالهم عن بعد، إلى نظم التعامل مع الموردين، نهاية بنظم تقديم الخدمات أو السلع. كل ذلك يحتاج إلى تطوير بما يناسب المرحلة وتحدياتها.
سيتعين على قطاع الأعمال السعي إلى تحقيق 3 أهداف بالتوزاي:
- تبني إستراتيجية لا مركزية لأن التغيرات التي نمر بها الآن باقية لسنوات قادمة
- الإستثمار في التحول الرقمي بما يواكب تلك التغيرات
- الإستثمار في تأمين المعلومات فهذا النمط الجديد سيظهر لا محالة في الأيام القادمة خروقات لأمن المعلومات لأن ما يحدث الأن لم يكن متوقع وكل ما كنا نعده من إجراءات وإشتراطات لحفظ البيانات لم يكن أبداً جزء منه أن يكون هناك هذا الكم من المستخدمين للشبكة في كل مناحي الحياة !
وتحتاج هذه التغيرات إلى إدارة واعية ومرنة وتملك من الخبرات والمهارات ما يؤهلها قيادة سفينة العمل في أنواء وظروف إستثنائية!
سهى جاد - Soha Gad 
اترك تعليقًا