غيرت أزمة جائحة كورونا الكثير في نمط الحياة اليومية، البقاء بالمنزل فترات طويلة، الحاجة الملحة لإتباع تعليمات صحية وقائية لتجنب الإصابة، مخاوف تهدد صحتنا ومن نحب وهواجس تسيطر علينا في ظل أشباح الركود الإقتصادي المخيمة على العالم كله.
كل ذلك يؤثر على سلوك العملاء أو “الزبائن” يدفعهم إلى تجارب جديدة، وسلوكيات ربما يمارسوها لأول بداية بتجارب الشراء أونلاين، ومشاركة الأبناء في التعليم عن بعد، إلى تقديم الخدمات للأخرين بنفس الطريقة. ظروف إستثنائية بوأت التكنولوجيا مكانة عملية مرتفعة فجأة وبدون إستعداد ليبقى السؤال أي من تلك التغيرات سيبقى ويستمر بعد إنتهاء الجائحة والإجابة نسبية ستعتمد بدرجة كبيرة على رضاء “الزبون” ومدى نجاح التجارب التي خاضها مجبراً. سيكون هناك تفضيل وإستمرارية في إستخدام تلك الخدمات التي أقنعت العميل أو الزبون بأنها ذات قيمة وستنتهي تلك التي كان مضطراً لإستخدامها في ظرف إستثنائي.
الجميع يعاني بدرجة أو بأخرى من حالة الإنكماش الإقتصادي وينعكس ذلك على مشتريات ومستوى إنفاق أقل بصفة عامة. هذا الواقع يضع على الشركات وأصحاب الأعمال في موقف يحتاج سرعة بديهة وحسن تصرف لتقليل الخسائر والإستفادة من الفرص المتاحة، فبرغم كل شيء لكل ظرف فرص يفوز من رأها واقتنصها.
التجارة الإليكترونية شهدت تقدم وتسارع رهيب لم يكن في الحسبان، فمن لا يملك متجر إليكتروني أو واجهة للبيع عبر الشبكات خسر كثيرا في الفترة السابقة وعليه أن يسارع ويخلق لنفسه مكان. أما الشركات والأعمال التي لها إستثمار سابق في هذا المجال خاصة في منطقتنا العربية فقد أظهرت الأزمة مدى قوة وفعالية تلك الإستثمارات كثير من عيوب المتاجر الاليكترونية ظهرت فجأة مع الطلب المتزايد والضغط على تلك القنوات أو انهارت خدمة العملاء لنفس السبب!
زاد الإنفاق على التعلم عن بعض وتطوير المهارات وعلى التحول الرقمي لخدمات كثيرة، زاد إستهلاك سلع لها علاقة وثيقة بالبقاء في المنزل، والعمل من المنزل، والدراسة من المنزل، مثلا زادا مبيعات معدات الاتصال كالسماعات . وبرامج الاتصال عن بعد اللازمة لأداء الأعمال والإجتماع بالموظفين والعملاء.
إنتعشت السياحة الداخلية على حساب السياحة الخارجية وإن كان الناتج النهائي خسائر لهذا القطاع. لكنه مؤشر إلى توجهات العملاء والزبائن يجب أخذه في الاعتبار إذا كنت من أصحاب الاعمال في هذا المجال.
ظهرت اسواق لم تكن موجودة من قبل أو كانت ذات وجود وأثر محدود، الخدمات الطبية عبر الانترنت، الاستشارات النفسية عبر الانترنت حتى شراء الأدوية والمستلزمات الطبية عبر الانترنت.
البقاء في المنزل أحيا عادات ربما كانت شبه منتهية في بعض المستويات الاجتماعية أو الثقافات كطهي الطعام، و العودة إلى وسائل الترفيه المنزلية، ودفعت تلك العودة الكثيرين إلى مراجعة ما يمكن تحسينه في البيت! تجديدات منزلية كانت مؤجلة تصدرت فجأة بنود الإنفاق لمن تمكنهم ميزانياتهم من ذلك أو توفرت لهم أموال كانت تنفق في أشياء أخرى لم تعد متاحة.
أيا كان مجال عملك وما تراه من مشكلات وصعوبات كن على يقين أن هناك أيضاً فرص ومميزات عليك أن تبحث عنها ولا تضيعها!
اترك تعليقًا