حقيبة الإسعاف النفسي .. نصيحة على مسئولية علم النفس!

كثيرا ما نجد أنفسنا في حالة من الحزن الذي لا ينتهي، أو الملل الذي لا نعرف كيف نقاومه؟ نقع أسرى مشاعر سلبية ولا نعرف كيف الخلاص منها؟ كيف نتحرر من التفكير مراراً وتكرراً في حكاية أنتهت في الواقع ولا زلنا في أسرها؟  كيف نتوقف عن عادة سيئة؟ كيف ننسى تجربة سيئة ونكمل الطريق دون إلتفات؟  كيف نتعافى من الضغوط التي تعكر صفو الحياة؟ هل الأمر يحتاج عزيمة لا أكثر؟ هل هو رهن بقرار نتخذه بإرادة فولاذية بفعل كذا أو الإمتناع عن فعل كذا؟!

علم النفس  يوجهنا إلى تعلم مخاطبة الطفل الصغيربداخلنا وكيفية “الطبطبة” عليه وتهدئته. أن نتعلم كيف نشبع إحتياجاته فلا يحمل الأخرين عبء إشباعها ويلومهم إن لم يستيجبوا لرغباته. 

ينصح علماء النفس بإبتكار روتين يهدئك يرضي إحتياجك الشخصي الفريد. يقولون أن تهدئة النفس تحتاج لتشغيل أكبر عدد من الحواس الخمس معاً. ويكون ذلك بممارسة أنشطة  تمنحك لحظات من السعادة تبدوا بسيطة لكنها تبث الهدوء في نفسك. الأمر مهم للإنسان في كل مراحل العمر وتزداد أهميته بصفة خاصة لمن يمرون بضغوط نفسية سواء كان سببها جسماني كما يحدث في فترة المراهقة حيث يعاني المراهق من إنفعالات نفسية عنيفة وتغيرات هرمونية وضغوط حياتية يواجهها لأول مرة. أو كانت الضغوط بسبب ظروف خارجية ترهق الإنسان نفسياً وتأكل سلامه الروحي.

ينصح علماء النفس أن تخصص حقيبة أو صندوق أو حتى درج تُجمع فيه عدة الإنقاذ النفسي الفريدة الخاصة بك. وأن تجمع فيها أشياء تحبها وتخاطب حواسك الخمس . وفيما يلي أمثلة مقترحة لتساعدك على التفكير في حقيبة الإسعاف النفسي الخاصة بك.

حاسة النظر : جمع صور من تحبهم، كل ما يحوي ذكرياتك الجميلة المهمة، صور مضحكة، لوحات فنية. بإختصار كل ما يسعدك النظر إليه ويملأ قلبك بالمشاعر الجميلة ويمتع روحك.

حاسة اللمس: يمكن وضع صلصال، كرة مطاطية تستخدم للتخلص من الضغط العصبي، سبحة، طلاء أظافر ، أسوار زينة، ريش، فرشاة، ألوان ورسوم تلوين.

حاسة السمع:  أحتفظ بقائمة بالموسيقى والأغاني التي تسعدك على هاتفك المحمول، آلة موسيقية،  تسجيل لأصوات طبيعية كتساقط المياه من الشلالات، الأمطار…إلخ. 

حاسة التذوق: شيكولاتة، نعناع، حلوى تحبها، طعام مالح تحبه، علكة، قهوتك المفضلة، أنواع من الشاي تحبها.

حاسة الشم: زيوت طبيعية، عطر، شمع معطر، بخور. أعواد من القرفة، نجمة اليانسون وأي روائح أخرى تحبها.

عند شعورك بالتوتر أو القلق أو الملل، أستقطع بعض الوقت لنفسك، أمنحها حق الفرار من روتين الحياة، أحضر حقيبة الإسعاف النفسي وأمض بعض الوقت في تجربة الأشياء المختلفة الموجودة فيها. كذلك من المفيد جداً التمشية ويفضل أن يكون ذلك في الطبيعة فالمشي يساعد إلى جانب فائدته الجسمانية الصحية يساعد على إفراز مواد تهديء الإنسان بطريقة طبيعية بلا أدوية. بصفة عامة أي نشاط تستمع به ويصرفك عن الإنغماس في المشاعر السلبية وتكرار التفكير فيما يؤذيك ولا طائل من وراء!.

هل الأمر سهل كما يبدوا؟

الأمر سهل جداً إذا أقنعت أنه أياً كان عمرك بداخلك طفل صغير يستحق الرعاية والمحبة والتدليل خاصة عندما يتألم. حسن رعايتك له تبقيه سعيداً وتمنعه من تخريب حياتك بنوبات غضبه الطفولية، أو قراراته المتهورة غير المحسوبة، أو بحزنه الذي يتسرب ليملأ كيانك إحباطاً وإكتائبا! 

لا تخجل من إعداد حقيبة للإسعاف النفسي ولا من فرارك إليها كلما شعرت بالإحتياج لإستخدامها. وإن لم تكن قد أقتنعت بعد بفعاليتها أقترح عليك أن تجرب بنفسك، لن تخسر شيئا بل ربما نجحت في تخفيف الضغوط عن نفسك بطريقة بسيطة وآمنة!

من أين تبدأ؟

كن منفتحاً ومستعداً نفسياً لأن تجرب.

مارس تمارين التنفس مع إستخدام الأدوات السابق ذكرها للحصول على أكبر فائدة.

عندما يتوفر لك الوقت الكافي استخدم كل ما في جعبة حقيبة التهدئة، أما إذا كنت في ضيق وقت جرب إستخدام ما يخص حاسة واحدة.

تدرب على إستخدام الحقيبة والإستمتاع بما فيها في أوقات الراحة حتى تتعود عليها وتشعربأثرها الإيجابي وقت الأزمات !

Comments

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

%d مدونون معجبون بهذه: