عندما أصبح ألبرت أينشتين عالماً شهيراً يتلقى الجوائز كان يشغل مركز مرموق كأستاذ في جامعة برينستون ،لكن سبق ذلك سنوات من المعاناة كيهودي هارب من جحيم هتلر وكشاب متمرد على أساتذته وزملائه.
توفي أينشتين عام 1955 في أحدى المستشفيات الأمريكية وقام أحد الصحفيين بتصوير مكتبه ونشر تحقيق صحفي حول حياته ليفاجأ جمهوره العريض بمكتب يكتظ بالأوراق غارق في الكراكيب بما يناقض كل نظريات الترتيب والتنظيم ودروهم في الانتاجية والانجاز.
كيف أستطاع العالم أن يكون تلك الشخصية العبقرية مع هذا الكم من الفوضى ، كيف كان يعمل وسط الأوراق المبعثرة وأكواب القهوة والكتب المحشورة في كل الأماكن حوله. الحقيقة أن الصورة كابوسية بكل المقاييس لأي شخص يعشق الترتيب والنظام .. مثلي!
أستطاع أينشتين أن ينجز من خلال إلتزامه بثلاث أمور كانت عوناً له على الانجاز والعمل رغم طباعه الأخرى الفوضوية السيئة.
الإستمتاع بحياة فخمة وبسيطة في ذات الوقت !
يبدوا الكلام متناقض ولكن ستعرف ما أقصده حالا، كل ما كسبه أينشتين من أموال كان يمنحه لزوجته. لم يرى أبداً يرتدي الثياب الفاخرة ولم يكن يهتم بإستخدام وسائل النقل المريحة فكثيرا ما سافر في الدرجة الثالثة بالقطارات لحضور مؤتمرات أو إلقاء محاضرات. ومع ذلك كان أينشتين ينفق بسخاء على “ما يهمه” فكان يدخن أغلى أنواع السجائر ويحتسى أفخر أنواع القهوة وينفق على شراء الآلات الموسيقية التي كان يهتم بعزفها.

الأمر إذن يتلخص في الكيف لا الكم، وفي الإستمتاع الشخصي أكثر من إبهار الآخرين بنمط حياة معين. يمكنك أن تختار بين دولاب يكتظ بالثياب الرخيصة، أو أن تمتلك قطع محدودة غالية الثمن.
الإلتزام بروتين يومي ثابت.
كان لأينشتين روتين يومي بسيط ربما يعتمده الكثيرين منا دون إنتباه. فهو يتلخص في تناول الافطار والسير إلى العمل ثم تناول الغذاء ومعاودة العمل ويعقبه شاي العصاري وغفوة قصيرة للراحة ثم مزيد من العمل قبل تناول العشاء وانتهاء اليوم.
إن مجرد وجود نظام ثابت لليوم يفرغ العقل من عبء إتخاذ بعض القرارات التافهة التي لا تستحق أن ينشغل بها كل يوم.
إتباع طريقة بومودورو لتنظيم الوقت
تتلخص الطريقة المذكورة في أن يعمل الانسان بتركيز تام في مهمة واحدة مدة لا تقل عن 15 دقيقة ثم يعقبها ب 5ق من الراحة. وقد أعتمد أينشتين هذا الأسلوب في العمل خاصة في فترات قلقه وتوتره التي صاحبت اكتشافه وجود أخطاء في نظرياته وحساباته وهو على وشك إستعراضها واعطاء محاضرات عنها في جامعة برلين للعلوم في عام 1915. وبدلا من أن يترك نفسه فريسة للقلق والمخاوف أخذ على عاتقه أن يعيد التركيز في عمله ويراجع المعادلات والفروض بأن يجبر نفسه على العمل 15 ق لا يفكر فيها في أي شيء إلا العمل ثم يأخذ راحة.
محاولة أداء أكثر من مهمة في نفس الوقت مضيعة للطاقة والتركيز. من الأفضل التركيز على عمل واحد ومهمة واحدة حتي تنتهي منها. وستكون النتيجة أفضل إذا بدأت بالأمر الأهم. فالإنتهاء من مهمة ذات قيمة يحفز الانسان ويزيد من طاقته الإنتاجية.
كانت تلك عادات أينشتين الحسنة التي محت الأثار السلبية للفوضى والكركبة في حياته وبها نجح في مواجهة القلق والمجهول في فترات كثيرة من حياته.
وتلك العادات نفسها قد تسهم بدرجة كبيرة في الوصول إلى الإستقرار النفسي الكافي لإنجاز الأعمال في زمان وأيام يطغى فيها القلق والتوتر على رؤوسنا ويحرمنا الهدوء والتركيز !
اترك تعليقًا