
الدراسة عن عبد أصبحت أمر واقع علينا التعامل معه ومساعدة أبنائنا على التحصيل الدراسي في ظل تغيرات كبيرة مفاجئة لم تكن في الحسبان، فماذا نفعل؟!
هناك ثلاث مهارات رئيسية علينا معاونة الأبناء على إكتسابها، وأن نفعل ذلك ونحن واثقين أنها ليست مهارات وقتية مهدرة بالعكس فهذه المهارات نفسها تعد من أهم المهارات اللازمة لنجاحهم الأكاديمي والعملي في المستقبل.
المهارة الأولى : مهارة التركيز:
خصصي مكان للدراسة وعندما يجلس الأبن أو الأبنة للدراسة فعليه ألا يقطع ذلك بفتح شبكات التواصل أو مشاهدة شيء آخر او الانشغال بشيء آخر. وعلى كل الموجودين في البيت إعتبار جلوس الطالب في هذا المكان أنه يحاول التركيز والدرس فيمتنع الجميع عن مقاطعته أو إزعاجه أو تشتيته. ولا يترك الطالب المكان المخصص للدراسة الا في أوقات الاستراحات المتفق عليها أو بعد إنتهاء فترة الدراسة.
من المهم أن نطمئن إلى عدم وجود إزعاج داخلي في نفس الأبن يقلل من تحصيله وتعلمه. قد يكون الشعور بالخوف أو التوتر أو الملل يسيطر على الأبن ويحول دون تحصيله. لذلك من المهم أن نساعد أبنائنا على التعبير عن مشاعرهم وعدم كتمها وذلك بسؤالهم من حين إلى آخر عن كيف يشعرون وهل هناك ما يضايقهم أو يشغلهم وإعطائهم الاهتمام والدعم الكافي.
ولكي يسهل على الطالب التركيز علينا حثه – وحث أنفسنا! – على عدم القيام بأكثر من مهمة في نفس الوقت. الأبحاث العلمية تشير إلى أن أداء مهمتين في نفس مرهق للعقل ويستهلك طاقة ذهنية لا يستهان بها.
المهارة الثانية: التحفيز الذاتي أو الداخلي: لو سألتني رأي كمديرة سابقة وموظفة عملت في قطاعات تنافسية قوية سأخبرك أن هذه مهارة النجاح الأهم على الإطلاق في الحياة العملية. يمكن أن نحفز أبنائنا بالمكافأت أو نهددهم بالعقوبات ونظل في سجال لا ينتهي معهم ليقوموا بواجباتهم الدراسية. لكن الأنفع لهم ولنا أن ننفق الجهد في تعليمهم أهمية الحافز الداخلي. أن نبني لديهم الثقة في أنفسهم والإعتزاز بها والشعور بالإنجاز القائم على أداء الواجب وليس على الثناء الخارجي ولا المكافأة الخارجية. وبذلك نجعل منهم أشخاص ناجحة لا يمكن هزيمتها بسهولة بحجب مكافأة أو تنغيص عملها بحرمانها من الثناء !
لتبني ذلك في أولادك، أخبرهم بمهاراتهم وقدراتهم وشجع استقلالهم واحترم أرائهم وقرارتهم ودع لهم المساحة ليشعروا أنهم كيانات مستقلة وذات حيثية.
بدلا من تضع لهم جدول للدراسة أسألهم ما خطتك للدرس؟ حاول المحافظة على علاقاتهم المدرسية أسألهم من أقرب زملائك إليك من أقرب مدرسيك وحاول ترتيب لقاءات لهم مع هؤلاء الأشخاص.
المهارة الثالثة: المرونة:
لا يعني وضع الخطط وتخصيص مكان للدراسة وخلق روتين يومي للدراسة أن يكون ذلك سبباً في الجمود وعدم مراعاة ما قد يطرأ من ظروف إستثنائية وحقيقة أننا بالفعل نحيا ظرفاً إستثنائيا.
اتفق معهم على مواعيد للنوم والإستيقاظ والدراسة وعلى الجميع مراعاتها والإلتزام بها لكن لا بأس أن خرجنا عن المتفق عليه لسبب أو لآخر.
علمهم أنه وارد جدا ان تحدث امور لم تكن في الحسبان وأن علينا تقبلها بهدوء والتعامل معها. وأن السعادة ليست في أن نفعل ما يلذ لنا فقد يستحيل علينا ذلك وتحول الظروف بيننا وبين ما نريد ولكن يمكننا أن نتقبل كل الأحداث بإيجابية وبأننا قادرين بعون الله على مواجهة كل أمور الحياة.
اترك تعليقًا