
الكثير منا وجد نفسه فجأة وقد تقلص عالمه إلى حدود جدران منزله وتعاظمت مسئولياته ليصبح فجأة مطلوبا منه أن يؤدي أدوار أخرى لم تكن في الحسبان كالقيام بمهمة التدريس للأبناء.. فكيف نؤدي هذه المهمة الثقيلة على أكمل وجه رغم أننا في ضغوط غير مسبوقة وليس لدينا المساحة الذهنية الكافية لهذه المهمة؟
مبدئيا خفف من معاييرك المثالية نحن في أزمة عالمية “وباء” لانعرف متى يرحل نسأل الله أن يكون ذلك قريبا وبلا خسائر جسيمة.
عدل أفكارك وما تحدثك به نفسك. أنت لست مدرس متخصص وأنتِ لستِ أستاذة في نقل المعلومات ولن نتحول بين عشية وضحاها إلى مجال آخر وننبغ فيه! نحن نحاول أن نساعد أولادنا على الدراسة في وقت عصيب، نحن نبذل كل ما بإمكاننا ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
إذا كنت تعمل من المنزل فلا تجلد نفسك لعدم قدرتك على التركيز أو لأن إنجازك قد إنخفض عما إعتدته مرة أخرى تذكر اننا في وباء عالمي وتلك ظروف غير طبيعية قاهرة نحاول التأقلم معها والتقليل من خسائرها قدر طاقتنا.
لا تدع نفسك وأبنائك فريسة سهلة للشيطان، تعلم وعلمهم أن تستشعر النعم التي لا زلنا ننعم بها. إذا كان لهذا الوباء رسالة فهي في رأي أن نعرف قيمة أمور الحياة العادية التي اعتدناها حتى لم نعد نشعر بها.
كن شاكرا لله على كل نعمة تملكها وعلم أبنائك ذلك، فمهما كان ما سُلب منك لا زلت في نعم وفيرة.
تغلب على شعور أبنائك بالضياع بمحاولة وضع روتين يومي مناسب، ليس مطلوب منك أن تقيم مدرسة في البيت ولكن ضع خطوط عريضة لكيفية قضاء اليوم بالإتفاق معهم وكن مرن لا ضرر إن مرت بعض الأيام بما لا يتفق والقواعد التي اتفقتم عليها.
الوجود في المنزل لفترات طويلة سبب لتوتر أعصاب الكبار وملل الصغار وينتج عن ذلك عصبية زائدة ومشاحنات متوقعة. حاول أن تتذكر أن أبنائك لا يتعمدون مضايقتك، بل هم أنفسهم في ضيق شديد. السلوك السيء هو “وسيلة تواصل” يحاول من خلال إبنك أو إبنتك أن يعبر لك انه بحاجة إلى دعم وإهتمام. المواقف المشتعلة ليست الوقت المناسب للتنظير والتعليم، حاول امتصاص الغضب وتقديم المساندة ثم علمهم لاحقا عندما تهدأ الأمور كيف يعبرون عن أنفسهم بطريقة صحية وسليمة.
مع خالص تمنياتي لكم بعام دراسي ناجح برغم أنف الكورونا !
اترك تعليقًا