
لتكون في مزاج جيد تحتاج أن تدرك أهمية أن تحب نفسك وتعتني بها. ليس في الأمر أي أنانية ولا تظن انه تفكير نابع عن رفاهية عدم إدارك للواقع. فكر لحظات قليلة هل يمكن أن تتحرك السيارة وهي فارغة الوقود؟ بالطبع لا. كذلك لا نستطيع أن نتقدم في أي شيء ولا أن نخدم من حولنا إلا إذا كانت خزانات الوقود النفسي ممتلئة.
الاعتناء بالنفس لا يقتصر على الاهتمام السطحي بأنفسنا ولكن المقصود به أن ننتبه للحوار الذي لا يسمعه غيرنا ويدور في أنفسنا بلا انقطاع. ذلك الحوار المؤنب والمعذب أو المهاجم الذي يذكرك بأخطائك ونقائصك وما لم تحسن التصرف فيه.
أول خطوات التصالح مع نفسك وانهاء العراك الداخلي أن تعطي نفسك مساحات للراحة، وعلى قائمة ما اقترحه عليك تقليل استخدام شبكات التواصل فهي لعنة تستهلك النفس وتضيع الوقت وتترك أثاراً سلبية قد تفوق ايجابايتها. ضع لنفسك حدود لاستخدام وسائل التواصل بما يخدم عملك اذا كان معتمد عليها واذا لم يكن لها علاقة بعملك فتجنبها ولن تندم.
إذا كنت في أزمة حاليا وتجد نفسك محاصر باخفاقات ترى نفسك مسئولا عنها فتعلم ان تتعامل مع حدث على انه تجربة ناجحة حتى وان لم تحقق ما اردته منها. عدم تحقق الهدف لا ينفي أنك تعلمت شيئا سيفيدك اليوم أو غدا وللتعلم تكلفة. كن رحيما بنفسك تعلم درسك وتخطى الألم.
لا تكن أسيرا لما تظنه جوانب سلبية في شخصيتك. الانسان يستطيع التغير عندما يقرر فعلا أن يتغير. راجع نقاط ضعفك وتحدى نفسك أن تعالجها بشجاعة وصدق وصبر ومثابرة. ولا يضيع الله أجر من أحسن عملا ولا يغير ما بقو م حتى يغيروا ما بأنفسهم. مفتاح التغير بيدك أنت.
حسن مزاجك كل صباح ليس بالخيال والاوهام او التفاؤل “الغشيم” ولكن بوضع اهداف معينة معقولة وواقعية سيسعدك ويلهمك ان ينتهي يومك وقد حققتها. خصص قليل من وقتك كل صباح في وضع تفاصيل هذه المهمة.
حسن مزاجك بتحسين مهاراتك. خصص من وقتك وقت كافي لتعلم مهارة تحتاجها في حياتك العملية او الشخصية، لا يتطلب الأمر ان تخصص ميزانية لهذا الأمر فعلى الانترنت يمكنك تعلم أي شيء حرفيا ويمكنك العثور على فرص مجانية للتعلم. الأمر لا يحتاج أكثر من أن تعي أهمية ذلك وأن تخصص له وقت ولا تستلم لخرافة أنك “مشغول” هناك دائما وقت مهدر يمكنك إستثماره في التعلم والارتقاء بمهاراتك وتعزيز ثقتك بنفسك وقدراتك.
كن شاكرا لله بصدق. أحمد الله على كل ما أنت فيه. أيا كان وضعك أو ظروفك أو مشكلاتك هناك من هو في حال أسوء ويتمنى من كل قلبه ان يرتفع مما هو فيه إلى حيث أنت! هذه حقيقة تغيب عنا ولا ندركها ونخسر كثير من الجهد والطاقة في السخط والشكوى وتوقع السيء. فكر في كل نعمة تملكها واعطها حقها من الشكر ومن التفعيل. استخدم مهاراتك وامكانياتك المادية والنفسية في مساعدة من حولك وسترد لك تلك المساعدة أضعاف وستشعر بهذا المردود أول ما تشعر في هدوء نفسك.
ما نمر به الآن في جائحة كورونا مرهق نفسيا ومقلق من أوجه عديدة لكن علينا تذكر أننا لا نواجه الأمر وحدنا، وأن للكون رب يدبر الأمر، وله في كل شيء حكمة أدركناها أو لم ندركها.
كل ما علينا الآن أن نقوم بواجباتنا نحو أنفسنا ومن حولنا ونترك النتيجة لمن يقول للشيء كن فيكون، فالأخذ بالأسباب واجب، وتركها ذنب، والإعتقاد فيها شرك.
اترك تعليقًا