من أكبر مشكلات الحياة ومما ينغص صفائها أننا كثيرا ما نفشل في الوصول لنقطة التوازن بين الحياة العملية والشخصية، الطموحون والمهتمون بالنجاح “العملي” كثيرا ما يغفلون الأثمان الباهظة التي يدفعونها من حياتهم الشخصية وراحتهم النفسية وربما الصحية.
على رأس مسببات هذا الخلل هو التعريف الغير مكتمل للنجاح، الحياة ليست الوظيفة فقط والنجاح لا يقتصر على الترقي في العمل أو التوسع في العمل الخاص بينما الحياة الشخصية في منحدر هبوط مستمر ومشكلات متفاقمة!
هناك الكثير من النصائح والكتب والمحاضرات عن كيفية الوصول إلى التوازن المطلوب والحرص على أن يكون النجاح “شاملا” ليكون نجاحا حقيقيا، قد نشكوا من ضيق الوقت، ضغوط العمل، نفاذ الطاقة ونتذرع بكل ذلك في تبرير الخلل!
الحقيقة أننا نعاني لأننا لا “نعرف” كيف نضع الحياة الأسرية والشخصية في بؤرة الاهتمام بصورة يومية، نكتب قائمة مهام لما ينبغي علينا فعله وانجازه في العمل ولا نكتب أخرى للحياة الشخصية. نعود لمنازلنا كل مساء مثقلين بمشكلات العمل وصراعاته ولا نعرف كيف نتركها خلفنا؟
دكتور “أدم فرازر” خبير رفع الأداء لديه ثلاثة نصائح مهمة:
“تفكر” في يومك، ولكن بطريقة موجهة فكلنا نعود منازلنا ونحن نفكر في “المشكلات” المعلقة، في المواقف المحرجة والسيئة، في المعضلات التي علينا التعامل معها فالإنسان لديه ميل طبيعي للتأثر بكل ما هو سلبي. ينصحنا أدم بأن نفكر في النجاحات التي تحققت، في الامور الايجابية، فيما أنجزناه في اليوم، في كل ما كان إيجابي في اليوم.
“استرح” بأن تقوم بأي شيء تستمتع به، ربما حل الكلمات المتقاطعة، أو التريض عدة دقائق أو حتى مجرد دقائق من الاسترخاء، يقول أدم انه يأخذ ولديه وكلبهما إلى منتزه قريب ولمدة 45 ق ينسى العالم كله معهم في اللعب والركض.
“كن واعي” أسأل نفسك كيف تريد أن تكون في بيتك الليلة؟ اترك عملك ومشكلاته في العمل وعش حياتك الخاصة بكامل الحضور واستمتع بنعم الله عليك وكن من الشاكرين، كثيرا ما نغفل عن النعم لأننا عمينا عنها من الاعتياد!
النصائح الثلاث ترسم خريطة يومية يمكن اتباعها حتى لا نضل الطريق إلى بيوتنا ولا نفقد متعة الحياة الشخصية جريا وراء “السراب” .. عفوا النجاح “المبتور” الجزئي، لنفيق يوما ونسأل ماذا حققنا؟ وهل كان الأمر يستحق؟!!
اترك تعليقًا