متى يتغير الانسان؟ هل صعب أن نتغير للأفضل؟
يتغير الانسان عندما يريد ذلك “صدقاً” ، فالكثير مما نعانيه في حياتنا هو من صنع أيدينا.
الدليل: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” اذا صدقت رغبتك في التغيير، إذا حاولت بكل جهدك “فعلا”، إذا استعنت بالله كلما تعثرت
وأخفقت فثق بأن الله لن يضيع تعبك.
يتكلم الكثيرون عن رغبتهم في التغيير وصدقهم في ذلك وبعد التأكيدات والتبريرات تأتي الكلمة التالية “لكنه غير ممكن، لكنه صعب، لكن لن أصل .. إلخ” أرى ذلك كمن جلس في سيارته إستعدادا للانطلاق في رحلة يقول انها مهمة وعليه الاسراع بها ثم يضرب “فرامل” بدلا من البنزين! ويمضي ساعات في سيارة لا تتحرك يشكوا ويمتعض ويرثى لنفسه ان السيارة لم تتحرك رغم “جهده”، وأن الرحلة صعبة والأمر معقد وهو مظلوم!
قالت احداهن: “لم اختار ان تموت امي وانا صغيرة، لم اختار وزني الذي يجلب لي السخرية، لم اختار .. إلخ” عددت كل متاعبها في الحياة مدللة ومؤكدة على أنها “ضحية” ولا تملك من امرها شيئا، وهي بالفعل ضحية وستظل ضحية حتى “تقرر” أن تكتفي من هذا الدور وتأخذ بزمام المسئولية.
نعم لما تختار أياً مما سردته وكلها أقدار الله – وأقداره كلها خير ! – لكنها اختارت كيف تتعامل معها، وما أختارته هو المشكلة الرئيسية. الدليل؟ هناك من فقد اهله وكان ذلك سبب في نجاحه في الحياة نجاح باهر برغم الالم، هناك من كان اثقل وزنا وخفض وزنه أو رضي بحاله لانه لسبب لا علاج له مثلا وتعلم كيف يتعايش مع ذلك بالرضا فلا يتأثر بمن حوله .. نملك كيف “نتصرف” مع ظروفنا، نملك “رد فعلنا”، ونسأل عن ذلك.
إختباراتنا في هذه الحياة مختلفة، من أعطاه الله نعمة ومن حرمه منها الاثنان سواء في أنهم في إختبار، فيغقل الأول عن الأسئلة الحقيقية ويمضي عمره في التسخط والشكوى فيرسب، ويغفل الثاني عن أن النعمة ليست بالضرورة تكريم فيسيء استخدامها فيرسب، أو ينسبها لاستحقاقه و مواهبه وذكاؤه فيأثم الأثم الاكبر الذي طرد به إبليس من الجنة ! “أنا خير منه” !
الحياة إختبار .. إختبار مستمر .. أسئلته متنوعة .. بعضها بسيط وواضح .. بعضها معقد .. بعضها يحتاج مهارات عالية أسئلة في مستوى الطالب المتميز .. تبدأ المشكلة بالغفلة عن ذلك!
الفخ الذي نسقط فيه جميعا هو النظر إلى الدنيا على أنها “كل شيء” .. وحقيقة الأمر أنها مجرد ورقة امتحان تبدأ “الحياة” بعدها.
“كلا بل تحبون العاجلة * وتذرون الآجلة”
لو إنظبطت بوصلتك وكان نصب عينيك أن كل شيء هنا “مؤقت” و “زائل” وأن الحياة لم تبدأ بعد وأن نجاحك في الاختبار هو جواز مرورك إلى الحياة الأبدية وأن بيدك أن تختار نعيم أم جحيم سيتغير تعاملك مع كل ما في دنياك تغير جذري.
لست ضحية أحد يا عزيزي سوى نفسك، أنت أكبر أعدائك، و إنتصارك عليها أكبر ما يمكنك تحقيقه في هذه الدنيا وهو التغيير الحقيقي.
التغيير يحتاج عزيمة ومثابرة وإستعانة بالله وتذكر دائم أنك في إختبار فأحسن قراءة أسئلتك وأبحث عن الاجابة التي ترضي واضع الاختبار لا نزواتك ورغباتك في هذه الاعوام القليلة التي مهما طالت هي لا شيء مقارنة “بالأبد”.
اترك تعليقًا