في منتدى “التعليم والتكنولوجيا” والذي حضره رواد التطوير في القطاعين طرح سؤال عن أكثر التنقيات التكنولوجية المؤثرة في التعليم. هل هو التوسع في تطوير وإستخدام الحاسبات المحمولة؟ أم منصات التعليم الإلكترونية؟ أم المزيد من الإستثمار في مجال التعليم المشخصن بإستخدام تقنيات الذكاء الصناعي ؟!
جاءت الاجابة المدهشة والمنطقية على لسان “كاثي مارتين” خبيرة تطوير التعليم وهو أن “المدرس” و “المنهج” الدراسي هم الأكثر تأثيراً وأكبر أثراً في تطوير العملية التعليمية والنهوض بها.
أعطت “كاثي” شرح وافي لإجابتها فقالت:
“إفترض أن لدينا ثلاثة فصول تعليمية .. والمطلوب من الطالب معرفة موقع مدينته على الخريطة وما يميزها ومعلومات عامة عنها.
في الفصل الاول يجلس الطلاب وقد أغلقوا حاسباتهم وعليهم “تسميع” ما “جمعوه” و “حفظوه” من معلومات.
في الفصل الثاني يجلس الطلاب و قد سمح لهم المدرس بإستخدام الحاسبات وشبكة الإنترنت في البحث عن الاجابة.
وفي الفصل الثالث طلب المدرس من الطلاب التفاعل مع البيئة المحيطة، أن يقوم كل فرد منهم أو مجموعة صغيرة بالتواصل مع واحد من اصحاب الاعمال في بيئته – صاحب محل مثلا- والسعي إلى فهم عمله ومشاكله والبحث عن حلول باستخدام التكنولوجيا.
التكنولوجيا حاضرة في الفصول الثلاث ومستخدمة لكن “مخرج” العملية التعليمية في كل فصل مختلف:
الفصل الأول سيخرج لنا خريجين “متعلمين”، والفصل الثاني سيخرج لنا خريجين يعرفون كيف يؤدون “وظائفهم” أم الفصل الثالث فيخرج “مواطن” فاعل لديه كفاءة أن يصنع التغيير !
المعلم وأسلوب إدارته للفصل هو من أثر في”المنتج” وهو حجر الأساس في التطوير التعليمي وليس التكنولوجيا!
فلنستوعب أن إستخدام “أدوات” التكنولوجيا ليست هدفا في حد ذاته واستخدامها له مميزات لكنها تظل محدودة الأثر في التطوير الحقيقي ان لم يتطور الفكر التعليمي خلفها وتتضح الرؤية ونعرف ماذا نريد بالظبط من التعليم؟
ما الذي نحتاجه الآن بشدة؟ وماذا نريد ان يكون نتاج التعليم؟ ومتى نتحول من التلقين والحفظ إلى التعليم “بالمشروعات” أي وضع الطلبة في مجموعات عمل تتدرب فعليا على أداء “مهمة” تعلمهم الكثير وتحولهم إلى فاعلين ومؤثرين في مجتمعهم وتمنحهم الخبرة العملية مع المعلومة وهي خبرات ومهارات لا تقدر بثمن وما أحوجنا إليها!
اترك تعليقًا