الاعياد موسم وصل الأقارب والأحباب الذين باعدت بيننا وبينهم ظروف الحياة، مواسم سُن فيها الفرح والإبتهاج لأن روح الإنسان وقلبه يشتاقان الترويح المشروع ويحتاجان إلى شحنة الطاقة وتجديد مشاعر الحب والانتماء بداخله.
.
لم تعد ألأعياد كما كانت لأننا أصبحنا كل يحيا سجين “صومعة مصالحه” لن أكتب عن الوحدة والعزلة كأمور سلبية سأترك ذلك للإخوة “الإجتماعيين” يصرحون أو يصرخون به 😊 .. فلا أظن ان المشكلة في البعد المكاني عن بعضنا البعض لكن المشكلة في البعد القلبي، حيث لم تعد تنشغل قلوبنا بمن بيننا وبينهم صلات الدم، تقطعت أوصال “مسئوليتنا” عنهم .. وعندما نتذكر تلك الأمور فغالبا نتذكرها “مطالبين” بها، فنشكوا ممن خذلونا أو تركونا أو قصروا في كذا وكذا .. ولا نتألم ولا يعتصر قلوبنا تقصير أقترفناه مع أن ذلك هو الأنفع لنا، لكن الإنسان مرواغ بطبعه يعرف ما له – وأحيانا يدعيه- فيولول صارخا عليه بلا حياء، ويتجاهل تماما ما عليه ولا يرمش له جفن رهبة مما قصر فيه وتركه !
الرحمة والسكينة والهدوء النفسي أصبحت مفتقدة في بيوتنا ونفوسنا لأننا لم نزرعها ولا نزرعها ولا نريد أن نزرعها ! بل ننفق الجهد في إستنساخها في علاقات أخرى تثمر إحباط وخذلان .. كمن يهربون من الأهل إلى “الأصدقاء” طلباً للإرتواء النفسي.. متغافلين أن هذه دائرة وتلك دائرة أخرى، ولا يمكن أن تحل واحدة منها محل الأخرى.
سلامة العلاقات الشخصية مكون رئيسي من مكونات الهدوء النفسي ولا يمكن التحايل عليه، أهتم جداً بإصلاح وتقوية علاقتك بدائرتك القريبة أبويك وأخوتك، زوجك وأبنائك فهي محور كيانك ومصدر إستقرارك ولن تفيدك الدوائر الأبعد إن كان جوهرك واهن وممزق.
وزع وقتك وجهدك ومشاعرك توزيع صحيح وفي مكانها الصحيح تجد العائد الصحيح. لا تتبع هوى نفسك في الوصل والقطع إسأل نفسك سؤال مهم: من أكثر من يفيدني وصله عند “الله”؟! من أكثر من يضرني قطعه عند الله؟ سيدهشك أن الإجابة ربما تكون ثقيلة جدا على نفسك وتخالف هواها !
ليس الواصل بالمكافيء .. فتغافل وسامح واصبر وثق أن الله لا يخيب جهد مخلص بذل في الخير سعياً لرضاه “وحده”.
صل رحمك .. صل رحمك .. صل رحمك .. وعسانا وعساكم من عواده الذين رضى الله عنهم وقَبِلهم!
سهى جاد - Soha Gad 
اترك تعليقًا