لا “يبدأ” المذاكرة إلا ليلة الإمتحان.
لا يبدأ العمل في تقرير مكلف به حتى اليوم السابق لتسليمه.
لا يبدأ العمل في رسالة الماجستير حتى يقترب موعد لقاؤه بالمشرف.
لماذا لا “يبدأ” الكثيرون ما عليهم فعله إلا وهم على شفا اللحظة الأخيرة و هم تحت مقصلة العواقب ورحمة ال Dead Line ؟!!
أكثر منهم من يتعهدون لأنفسهم بالتغيير ثم سرعان مل ينقضون تلك العهود.
“سأمارس الرياضة بإنتظام، سأذهب للجيم كل يوم” ..
“سأقلع عن التدخين من الآن وإلى الأبد” ..
“سألتزم بحمية صحية” ….إلخ.
قد يداومون على ما تعهدوا به يوم، إثنان، أسبوع ، شهر … ثم نكوص … لماذا؟!!
لماذا نؤجل ما علينا فعله حتى اللحظة الاخيرة رغم ان ذلك يؤنب الضمير، ويشعل في النفس القلق والتوتر؟ لماذا نخل بتعهداتنا لأنفسنا ولا نثابر على تغيير نعلم علم اليقين أن فيه الخير لنا؟ وما المشترك بين المؤجلين لأداء واجباتهم والناكصين عن التغيير؟
من يؤجلون كل شيء للحظة الأخيرة ومن يصعب عليهم المداومة على تغيير يشتركون في ممارسة “التسويف” وهو في جوهره تفضيل “الراحة/المتعة الآنية المؤقتة” على “منفعة/فائدة كبيرة مستقبلية” أو ربما بكلمات اخرى يفضلون “تأجيل الألم/المعاناة/الجهد الآن” إلى المستقبل و”لما يجي وقتها ربنا يحلها” !
عدد من “يتحدثون عن رغبتهم” في التغيير اكبر بكثير جدا ممن “يرغبون فيه فعلا”، والسبب منطقي لو نحينا الكلمات جانباً ودققنا في حقيقة الامور و”الأفعال”
لا يرغب الطالب في الإستذكار في حد ذاته فالمغريات حوله كثيرة وتتجاذب وقته لأنشطة أكثر إمتاعاً .. لكنه “يجبر” نفسه على الإستذكار مع قرب الإمتحان خشية الرسوب.
لا يرغب المدخن في الاقلاع عن التدخين صدقا ففيه متعة يُحرمها بالإقلاع عنه .. لكنه يخشى عواقبه على الصحة و/أو يريد توفير نفقاته.
لا ترغب صاحبة الوزن الزائد في ممارسة الرياضة في حد ذاتها فهي مُرهقة ومتعبة، و لا تريد التخلي عن متعة تناول ما لذ وطاب لتتناول الطعام الصحي الأقل إمتاعاً.. لكنها تحاول إتباع حمية خشية العواقب الصحية والإجتماعية للسمنة.
الخلاصة اننا “نسوف و نؤجل” كل ما لا نرغب في فعله في أعماقنا – لوجود بديل أمتع/أسهل/أيسر لحظياَ- حتى ولو ندمنا/كرهنا/خشينا عواقبه في المستقبل
كيف نتغلب على التسويف؟ كيف نضع بدائل “تنافس” البدائل الممتعة في اللحظة الباهظة التكاليف على المدى البعيد ؟ في المقال التالي أجيب على هذه الأسئلة.
اترك تعليقًا