كيف تجعل 2018 بداية جديدة؟

DRDf0hKX0AIYnok

أقترح عليك أربعة تعهدات ستغير تفكيرك وحياتك تغييراً جذرياً، وستساعدك على تحقيق أهدافك أياً ما كانت.

التعهد الأول هو أن تقيم قدرتك على قيادة نفسك، وتسعي لرفع مهاراتك فيها.

جميل أن تحدد هدفك وأن تعرف نقطة الوصول وترسم حلمك وتضع أدق الرتوش وأبهى الألوان لكن الأجمل أن تفكر “كيف ستصل؟”

هل تعرف كيف ستحقق أهدافك؟ بل كيف تتحقق الأهداف بصفة عامة؟

كيف تفكر في محطة الوصول قبل تعلم القيادة؟!

نمضي 16 عاماً على الأقل في التعليم النظامي، لم نتعلم فيها فن قيادة النفس! هل علمونا كيف نثق بأنفسنا؟ كيف نتحكم في مشاعرنا وإنفعالاتنا؟ هل شرحوا لنا أسس التفكير النقدي؟ كيفية تعريف المشكلة أو الموقف تعريفاً صحيحاً،كيف نختار أفضل الحلول؟ كيف نقارع الحجة بالحجة، والمنطق بالمنطق فلا تكون قراراتنا جوفاء إستجابة لإنفعال لحظي؟… للأ سف لم نتعلم أياَ من ذلك.

رحلة التغيير الصحيحة ، تبدأ بتعلم “قيادة نفسك”، أو تحسين أي مهارة تفتقدها في هذا الصدد، عليك أن تقرأ وتبحث وتسعى لتنمية ثقتك بنفسك.أن تتعلم كيف تغلب العقل والمنطق على المشاعر والأنفعالات. أن تدرس كيف تفكر تفكير نقدي. كيف تحلل أي مشكلة تقع فيها؟ كيف تقرر؟ كيف تختار؟

نجاحك في تحسين تلك المهارات سيصلح حياتك ويعينك على تحقيق أهدافك أياً كانت.

التعهد الثاني: أن تنقذ نفسك أولاً

هذا الهدف لابد أن يكون في أعلى قائمة من “يخدمون” غيرهم، من أول الأم التي تحيا “لأولادها” وحتى من نطلق عليهم “خدومين” بطبيعتهم.

كل من يكسر ظهره ليؤدي ما هو أكثر من الواجب. من تسري في دمائهم قيم التضحية بالنفس، والوقت والراحة لصالح الآخرين.

أنت إنسان لك طاقة محدودة، عندما يزيد ما تعطيه عن تلك الطاقة تبدأ في الإنهيار نفسياً وصحياً. ليس من الحكمة أن تصل لتلك المرحلة، هنا يتحول العطاء إلى تصرف مرضي.

اهتم بنفسك، اهتم بأن تنال ما يكفيك من الراحة ومن الهدوء النفسي ومن الترفيه. إعلم أن تقصيرك في حق نفسك ليس تضحية ولكنه “ذنب” فأنت لست مالكاً لجسدك لتهمله ولا مالكاً لنفسك لتهلكها. إهمال الانسان لنفسه يضعفه حتى يعجز عن خدمة من يضحي لأجلهم وربما عن خدمة نفسه.

أن تقوم بنشاط يجدد روحك هو “حق” لك وواجب عليك تجاه نفسك. أن تنأى بنفسك عما يؤذيك هو “حق” لك. المقصر تجاه نفسه يرتكب ما هو أسواء ممن يقصر في حقوق الغير، فأنت إذا قصرت في حق غيرك سينازعك فيه حتى يناله، أما تقصيرك في حق نفسك فلن يحثك أحد على أداؤه، وأنت وحدك من سيدفع ثمنه كاملاً يوماً ما!

فليكن على قمة أهدافك هذا العام أن تحُسن إلى نفسك جسدياً  ونفسياً وروحياً.

فكر ماذا عليك أن تتخلى عنه، وتتخفف من عبئه؟

ماذا يسعدك ؟ ماذا يطرب قلبك فعلا؟ لماذا لا يكون جزءً من حياتك اليومية؟

إحسانك إلى نفسك لن يعود عليك وحدك، بل على كل من حولك، سيمحنك القوة والطاقة والمساحة الروحية كي تستمرو تخدم من حولك بطريقة أفضل وأكثر كفاءة.

التعهد الثالث: أن تجد سندك

موران كريف عالم العصبيات أجرى دراسات عديدة بحثاً عن العامل المشترك في نجاح الكثير من المشاهير، وكانت النتيجة أن مفتاح النجاح هو إتخاذ القرارات الصحيحة، وأجمعوا كلهم أن القرارات الصحيحة يتخذها الإنسان عندما يحيط نفسه بأفضل الناس!

من تنظر إليهم بعين الإجلال والتقدير، من ترى في أفعالهم لا كلماتهم المثل والقدوة، وتلمس في أرواحهم السكن والهدوء. من يحفزوك لا ينافسوك، من يفرحون بنجاحك ولا يغارون منك، المترفعون عن الصغائر ، من يتمتعون بالسلام النفسي فيحفظون عليك سلامك النفسي، وهو أولى النعم بالحراسة، هم كنز العمر و زاد الطريق.

وأنت تضع أهدافك لهذا العام فكر فيمن حولك.. من منهم سيساندك حتى تحققها؟ من منهم سيعوقك؟ إلى من ستلجأ إذا تعثرت؟

مهما كنت قوياً ومكتفياً بنفسك، لابد وأن تعرف “سندك”، ودائرة الإنقاذ، حتى لو قررت ألا “تعتمد” إلا على نفسك، فلا أحد يعرف ماذا تحمل لك الأيام في الغد.

التعهد الرابع: ألا تغفل عن أن الفاعل الله

“الأخذ بالأسباب واجب، وتركها ذنب والإعتقاد فيها شرك” ،عبارة فيها الكثير من الحكمة وأعتبرها طوق النجاة من اليأس.

أخذت بالأسباب خططت، دبرت، كونت في ذهنك “فريقك”، وستسعى بلا كلل نحو أهدافك.. كل ذلك جميل ورائع لكن لا تنسى أن كل ذلك “إجتهاد” وأن الفاعل الله.

إذا قُدر لك الوصول فبرحمته وفضله، وإن لم تصل رغم إجتهادك ففي منعه الحكمة، فلا يغرنك نجاح ولا يهزمنك إخفاق.

أنت مسئول عن السعي لا الوصول. لا تجزع على ما لا تملك. حساب الانسان على ما أعَطىَ ووفق ما أُعطيَ.

الأعوام الأخيرة شهدت بقوة أثر تطبيق “علم صياغة العادات” حيث وظفت كبرى شركات التكنولوجيا علم النفس بما يخدم مصالحها التجارية، وقد حان الوقت لأن نستخدم نفس الإكتشاف في إصلاح أنفسنا وما يحقق أهدافنا، الأربع تعهدات السابقة هي دعوتي لك لتغيير نظرتك إلى نفسك، ونظرتك إلى مسئولياتك ، ونظرتك إلى علاقاتك، وتعريفك لمعنى النجاح والسعي، أدعوك بها إلى أن تعيد تشكيل عاداتك في كل هذه المحاور الرئيسية لتكون بداية جديدة لإنسان جديد.

 وختاماً، أدعوا الله أن يرزقنا وإياكم الحكمة ويفيض علينا بالحلم، و ينير أرواحنا بالرضى ويملأ نفوسنا بالعزم، وكل عام وأنتم ومن تحبون بكل خير.

Comments

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

%d مدونون معجبون بهذه: