هل تحسن التحكم في أعصابك، فلا تثور وتفعل ما تندم عليه لاحقاً؟
هل بإمكانك التركيز وتجنب كل ما يشتت إنتباهك عندما تريد؟
هل تتخذ قرارتك على ضوء “الأصلح” أم متأثراً بإنفعالات لحظية، وتسأل نفسك بعدها كيف فعلت/قلت كذا وكذا؟!
إذا كانت الإجابة بنعم فمبروك، مهمتك في تعليم ابنك/ابنتك التحكم في النفس ميسرة وقد أنجزت بالفعل 50% منها!
قدرة الإنسان على التحكم في نفسه هي مكون رئيسي من مكونات ذكائه العاطفي. عندما لا يملك الإبن زمام نفسه ولا يستطيع التحكم في سلوكه تظهر مشكلات في تحصيله الدراسي وفي علاقاته بزملاؤه ومن حوله، فالنجاح الدراسي يتطلب الإنصياع لقواعد المدرسة، ويتطلب أداء الفروض الدراسية، والعلاقات ليست دائمة سلسة وردية، تنشأ خلافات تختبر قدرة الإنسان على التصرف بوعي وحكمة.
إذن كيف نساعد أولادنا على بناء ملكة التحكم في النفس؟
احرص على مكافأة ابنك على كل مرة يستطيع التحكم فيها في نفسه بنجاح. مثال: إذا كان يتبع حمية غذائية أمدحه على مداومته عليها بغض النظر عما فقده/لم يفقده من وزن.
يحتاج الصغار “التذكير” المتكرر بكيفية التصرف بطريقة سليمة، عاونه على التصرف السليم بتذكيره به “قبل” كل موقف -إذا أمكن- ولا تمل من ذلك. وإذا لم تذكره قبلها لصعوبة ذلك، وأخفق ذكره بالتصرف السليم مع إبداء التفهم أنه قد نسي. وأن الأخطاء هي فرص للتعلم وليست نهاية العالم ولا تعني الفشل.
الحالة المزاجية معدية، فأحرص على أن تتعامل بهدوء، وأن تتحكم في إنفعالاتك، وأن تسارع بإلإعتراف بالخطأ والإعتذار إذا أفلتت أعصابك. فتصرفاتك وسلوكك يصيغ المقبول/الغير مقبول في ذهن أولادك.
أسعى لمعرفة نقاط القوة والضعف عند أبنائك‘ وتحديد المواقف “المستفزة” لنقاط الضعف وتدريبهم على :
إدراك ان تلك المواقف تدفعهم إلى التصرف بطريقة غير سليمة، وأن وعي الإبن بذلك ليس بمنطق “هو كده! أو طباعي كده” ولكن وعي يسعى إلى “تخطيط” التصرف بطريقة صحيحة حتى مع وجود ما يستفزه، يفيد في ذلك النقاش والتعليم والإقناع التدريجي.
كلما نجح الإبن في تطبيق “الخطة” في مواجهة ما يستفزه وكلما نجح في التحكم في نفسه، زادت قناعته أن “كل” ما يقع له من أمور يمكنه التعامل معها والسيطرة عليها، وكلما زادت ثقته بنفسه وسعى لإحسان التصرف أكثر.
أن تربي في ابنك القدرة على التحكم في النفس تعني أن تربيه صاحب شخصية قوية تنفعه وتنفع من حوله. فمن يملكون أنفسهم ويحسنون قيادها، يفعلون ذلك لأن شخصياتهم مؤسسة على أساس متين من القيم، يتمتعون بحضور قوي لا “يبهت” عليهم شخص/موقف فيتغير سلوكهم، يملكون ثبات إنفعالي وصمود ينجيهم في الأزمات، لا يأبهون بمخالفة “القطيع” لإيمانهم بأنفسهم، قراراتهم تصب في مصالحهم لأنها ليست من أثر انفعال لحظي.
اترك تعليقًا