من أهم ما يقوي الشخصية أن “يقتنع” الإنسان أنه “مسئول” عما يحدث له بدرجة كبيرة وأنه ليس معدوم الحيلة أو مغلوب على أمره. يتحقق ذلك بتدريبه على وضع أهداف والسعي للوصول إليها وعندما تتحقق يتعزز لديه الشعور بقدراته وتحكمه في مصيره. علم ابنك أن لكل مشكلة حل وأن عليه أن يفكر ويبحث عن حلول ويسعى لتنفيذها ويعرف أنه مهما كانت المشكلة معقدة هناك دائماً مساحات للتصرف ولديه إختيارات يختار من بينها. امدح سعيه للحل ومحاولته التصرف فيما يمر عليه من مشكلات.
عرف ابنك انك فخور به وتسعد بصحبته، وعدد مميزاته وأكد له أن مع كل ما يملك من مميزات فإن حبك له بلا نهاية وبلا شرط، يحتاج أبناؤنا أن “يثقوا” في ذلك ثقة عمياء، فالكثير من المشاكل النفسية عند الكبار سببها إهتزاز نفسي بدأ من الصغر.
حفز أبنك أن يفكر في هدف كبير لحياته يسعى لتحقيقه. اثري مكتبتك بكتب ملهمة عن أبطال حققوا نجاحات مذهلة. شارك اولادك تجاربك ونجاحاتك وإخفاقاتك وماذا تعلمت منها.
كن نموذج للتفاؤل والإجتهاد فيكون ابنك متفائل بمستقبله. شجعه على أن يثري تفكيره عن المستقبل والغد ويفكر أي مهنة سيمتهن؟ كيف ينجح في هذا العمل؟ كيف نبغ من نبغ فيه؟ … انتبه لإهتماماته وارشده لكيفية تنميتها.
إلى جانب ما سبق وما كتبته الأسبوع الماضي عما يجب غرسه في نفوس أولادنا هناك عوامل خارجية تعزز من قوة الشخصية.
أولها أن تتوفر لأبنك شبكة من العلاقات التي توفر له الحب والدعم، تعود أن تمارس أنشطة مع اولادك تقربك منهم. امنحهم الخصوصية والاحترام في تعاملك معهم، لا تتوقف عن إحتضانهم والتعبير عن حبك لهم مهما بلغوا من العمر، امض وقت مع كل منهم منفردا ولو مرة واحدة اسبوعيا.
أحرص أن يكون التواصل بينكم بناء، وأن يستطيع اولادك طلب النصيحة والمشورة دون خوف. بالتعود مثلا على مشاركة الاهتمامات والحكي عن تجارب اليوم والاستماع لما يقوله الابناء بإحترام، التعبير عن مشاعر المحبة بالكلمات وبوضوح. أن تتابع التزاماتهم الدراسية والعملية وتسأل كيف يمضون أوقاتهم واثر ذلك عليهم. تلك الأحاديث العفوية أثناء تناول الطعام أو أثناء القيادة قد تكون أفضل الوسائل لحوار يقربك من ابنك.
احرص على ان يكون في حياة ابنك/ابنتك “كبار” آخرون تثق بهم ويهتمون لأمرهم، فيمكنه اللجوء إليهم للنصح والمشورة إذا استعصى عليه أن يلجأ إليك لأي سبب، على رأس هذه القائمة الأجداد، الأعمام/الأخوال، العمات/الخالات، أصدقاء الأسرة المقربين، الجيران الموثوق بهم ممن يمتازون بحسن السلوك نم صلتهم مع من يسرك أن يكونوا قدوة لأولادك.
علمهم إدارة الوقت فلو أردنا تسميتها تسمية دقيقة لأسميناها إدارة العمر، عندما تمنح شخص أو نشاط “وقتك” فأنت تمنحه جزء من عمركز حسن إستخدامك للوقت من أهم المهارات التي يجب أن يتقنها أولادك ويروك تمارسها بكفاءة. احرص أن يكون للرياضة نصيب في وقتك ووقت أولادك، كذلك الأنشطة الإبداعية، فكليهما يجددان الصحة الجسمانية والنفسية. احرص على تشجيعهم ومشاركتهم في أنشطة ترفيهية داخل البيت وخارجه.
شارك اولادك في إتخاذ القرارات الأسرية خاصة ما يمسهم حتى تمكنهم وتدعم ثقتهم بأنفسهم. شاركهم في خدمة أو مساعدة الغير لتنمي فيهم إنتمائهم للأسرة ولمن حولهم وللمجتمع ككل.
وأخيراً هناك مهارتان هما أساس نجاح الناجحين وفق كثير من دراسات علم النفس وهما سر قدرة البعض على النجاح ونكوص غيرهم أمام اتفه المشكلات، وهما الإجتهاد والمثابرة.
أن تعلم أبنك أن يحاول مرة ومرات، وأن يعرف أن “الفشل” مرة ليس نهاية الطريق، بل فرصة لمراجعة النفس والتفكر في أسبابه وتعلم الدرس ثم إعادة المحاولة مرة أخرى واليقين أن كل جهد يبذل لا يذهب هباءً. أن يعرف أن كل خطوة تقربه من هدفه إنجاز ومهما طال الطريق سيصل ما دام مثابر على الإستمرار.
أن تنشيء ابنك/ابنتك صاحب شخصية سوية قوية واثقة بنفسها تعرف انها جديرة بالحب والإحترام وتعرف كيف تحب وتحترم غيرها وتدير حياتها بكفاءة هو أهم مهمة تقوم بها في حياتك وهي عملك الذي لن ينقطع من بعدك فاسع لأن تحسن لأبنائك في حياتك وأن تترك في الدنيا ولداً صالح يدعوا لك.
اترك تعليقًا